«الإليزيه» يرحب بإعلان كندا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية سبتمبر المقبل

رحّب قصر الإليزيه بإعلان الحكومة الكندية نيتها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر المقبل، جاء ذلك وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية".
وأكدت قصر الإليزيه أن هذه الخطوة تمثل "رسالة سياسية قوية" في لحظة شديدة الحساسية تمر بها القضية الفلسطينية، وتعكس تزايد القناعة الدولية بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الفلسطينيين من نيل حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
تنسيق فرنسي - كندي
وأوضح قصر الإليزيه، في بيان رسمي، أن هناك تنسيقًا دبلوماسيًا قائمًا بين باريس وأوتاوا بشأن الملف الفلسطيني، وأن الحكومة الفرنسية تُجري اتصالات مع شركائها الأوروبيين والدوليين لدعم التوجه الكندي، وتوفير غطاء أممي أوسع لهذه الخطوة خلال جلسات الأمم المتحدة القادمة.
وتسعى فرنسا إلى حشد دعم أوروبي موحد للاعتراف الجماعي بدولة فلسطين، على غرار ما أعلنته بعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا، والنرويج، وأيرلندا، وهو ما من شأنه أن يغير توازنات المشهد الدولي لصالح الفلسطينيين، ويضع مزيدًا من الضغط على إسرائيل للالتزام بالشرعية الدولية.
كندا تعترف بفلسطين رسميًا
وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، قد أعلن في وقت سابق نية بلاده الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا أن الوقت قد حان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، بعد عقود من الصراع والمعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
وأضاف جاستن ترودو أن الاعتراف بدولة فلسطين يمثل خطوة ضرورية نحو تحقيق حل الدولتين، الذي يشكل أساس أي تسوية عادلة ودائمة في الشرق الأوسط، محذرًا من أن مواصلة تجاهل الحقوق الفلسطينية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.
دعم شعبي وسياسي
وحظي القرار الكندي المرتقب بدعم واسع داخل البرلمان الكندي ومن قبل عدد كبير من منظمات المجتمع المدني، التي طالبت الحكومة بتوسيع نطاق دعمها للفلسطينيين من خلال تعليق التعاون العسكري مع إسرائيل، وزيادة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة والضفة الغربية.
وأكدت جمعيات كندية بارزة أن الاعتراف بدولة فلسطين هو مجرد بداية لمسار طويل يتطلب مواقف أكثر حزمًا من الدول الغربية تجاه سياسات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بتفعيل العقوبات الدولية، وإنهاء سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع حقوق الشعوب.
موقف لدعم الحق الفلسطيني
ويرى مراقبون دوليون أن التحرك الكندي يعكس تغيرًا جذريًا في المزاج السياسي العالمي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في أعقاب التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، وتزايد الانتقادات الموجهة إلى حكومة الاحتلال بسبب الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان.
ويؤكد هؤلاء أن الاعتراف الدولي المتنامي بدولة فلسطين يمثل ورقة ضغط جديدة على إسرائيل، ويعزز الجهود الداعية لإعادة إطلاق مفاوضات جادة تحت مظلة الأمم المتحدة، للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي عقودًا من الصراع الدموي والمعاناة الإنسانية.

الإليزيه يرفض التهجير القسري
وفي ختام البيان، شدد الإليزيه على أن فرنسا ترفض رفضًا قاطعًا أي محاولات لفرض حلول أحادية الجانب، أو تغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أن الحل الوحيد المقبول هو القائم على دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن.
كما جدّدت باريس التزامها بالعمل مع جميع الأطراف الدولية، بما فيها الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، لإحياء مسار السلام، معربة عن أملها في أن يشكّل الاعتراف الكندي بدولة فلسطين نقطة انطلاق جديدة نحو سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط.