وداع على قمة الجبل: لورا دالميير تودع الحياة ..نهاية مأساوية

في حادث مأساوي هز الأوساط الرياضية العالمية، فجع العالم بخبر وفاة البطلة الألمانية الأولمبية لورا دالميير بعد سقوطها من جبل "ليلي" الواقع ضمن سلسلة جبال كاراكورام في باكستان. تم العثور على جثتها بعد يومين من جهود البحث، حيث تبين أنها لقيت مصرعها نتيجة انهيار أرضي أدى إلى دفنها تحت الصخور الضخمة.
دالميير، المعروفة ببراعتها في رياضة البياثلون، لم تكن مجرد رياضية عادية، بل كانت رمزًا للقوة والانضباط والإنجاز. فقد كانت أول امرأة ألمانية تحرز ذهبيتين في أولمبياد واحدة، ما جعل اسمها يلمع في سماء الرياضة العالمية. لكنها اختارت بعد اعتزالها الابتعاد عن الأضواء واتباع شغفها بالتسلق والاستكشاف.
رحلة محفوفة بالمخاطر وشغف لا ينطفئ
توجهت لورا إلى قمة جبل "ليلي" التي يصل ارتفاعها إلى 6094 مترًا، رغم معرفتها بخطورة التضاريس وصعوبة المناخ في تلك المنطقة. وبحسب ما أفادت به صحيفة "دي فيلت" الألمانية، فإن البطلة الراحلة ارتطمت بصخرة بعد انهيار أرضي مفاجئ، أدى إلى سقوطها من ارتفاع شاهق.
وكانت دالميير قد تركت رسالة قبل رحلتها تطلب فيها عدم المجازفة لإنقاذها في حال وقوع مكروه لها، وأوصت بترك جثمانها على الجبل. وهو ما دفع البعض إلى وصف الحادث بأنه لم يكن مجرد حادث تسلق، بل قرار واع بالمخاطرة في سبيل ما تحبه.
وقال مصدر مقرب من الصحيفة: "كانت لورا تدرك تمامًا ما تفعل، لكنها اختارت أن تعيش حياتها كما تريد، حتى وإن كان الثمن هو حياتها." كما أضاف المصدر أنها رغبت في البقاء في الجبل، حتى وإن كان ذلك يعني مفارقة الحياة، احترامًا لشغفها ولأقاربها الذين كانوا على دراية برغبتها تلك.
أثرها لا ينسى وإرثها خالد
لا يُمكن للعالم أن ينسى بطلة مثل لورا دالميير. لقد كانت مثالا يحتذى به في الالتزام والطموح، واستطاعت أن تلهم أجيالا من الرياضيين والرياضيات حول العالم. وفاتها لم تكن نهاية لحكايتها، بل بداية لسرد إرث سيبقى خالدا في ذاكرة الرياضة والإنسانية.
رحلت لورا، لكن روحها بقيت معلقة بين القمم، شاهدة على أن الشغف قد يقود الإنسان إلى أعالي المجد، وأحيانا إلى نهاية مأساوية.