عاجل

حسن المستكاوي ينعى الفنان لطفي لبيب: «ابتسامة قلب أبيض لا تُنسى»

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

أعرب الكاتب والناقد الرياضي البارز حسن المستكاوي عن حزنه العميق لرحيل الفنان الكبير لطفي لبيب، الذي غيّبه الموت ظهر اليوم عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض وتدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة.

وفي منشور مؤثر عبر صفحته الرسمية على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، استعاد المستكاوي ذكرى لقائه الوحيد مع لبيب، قائلاً:
"قابلته مرة واحدة صدفة.. وكانت ابتسامته الجميلة أول كلمة منه إليّ. ابتسامة قلب أبيض طيب."

وأضاف المستكاوي:" رحم الله الأستاذ الفنان لطفي لبيب، الذي أمتعنا ومنحنا الابتسامة دون تمثيل. لم نشعر يومًا أنه يمثل، بل كان يرتجل بطبيعته. تحدث معي كأنه يعرفني منذ سنين، وفرحت بهذه الروح الطيبة اللطيفة. الله يرحمك يا فنان ويا أستاذ ويا إنسان. خالص العزاء لأسرته ومحبيه وزملائه."

رغم صوته الهادئ ونبرته الرصينة، ظل الفنان لطفي لبيب واحدًا من أكثر الوجوه حضورًا وتأثيرًا على الشاشة، ليس فقط بما قدمه من أدوار، بل أيضًا بالقيمة التي يمثلها كفنان حقيقي، عاشق لمهنته، ومخلص لجمهوره.

لطفي لبيب 
لطفي لبيب 

نجم اللحظة 

لطفي لبيب لم يكن نجم شباك بالمعنى التجاري، لكنه كان دائمًا “نجم اللحظة” في كل مشهد يظهر فيه يمتلك القدرة على أن يسرق الانتباه بهدوء، ويترك أثرًا لا ينسى بجملة واحدة، أو حتى بنظرة صامتة.

رحلة رجل استثنائي

بدأ مشواره من المسرح، وهو المكان الذي شكل وجدانه الفني وعلمه أن الفن مسؤولية قبل أن يكون شهرة، درس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه محملًا بشغف المسرح الكلاسيكي وروح الفنان الباحث عن المعنى.

لكن النقلة الحقيقية في حياة لطفي لبيب لم تكن على خشبة المسرح، بل جاءت من بوابة الشاشة الصغيرة والكبيرة، حيث أثبت أنه من القلائل الذين يجيدون التلون دون أن يفقدوا ثباتهم الفني.

وشارك لطفي لبيب في عشرات الأفلام والمسلسلات، أبرزها: “السفارة في العمارة، يا أنا يا خالتي، صاحب السعادة، كناريا وشركاه، الرجالة في خطر، وأحلام الفتى الطائش، وغيرها من الأعمال التي وضعته في مكانة خاصة لدى الجمهور المصري والعربي”.

ما يميز لطفي لبيب ليس فقط حضوره القوي، بل أيضًا صورته الذهنية لدى الناس بالنسبة للكثيرين، كان لطفي لبيب الأب الحكيم، أو المدير المتسامح، أو الجار المحترم استطاع أن يصنع لنفسه “كاركتر” خاص، جعله قريبًا من كل بيت، وكل جيل.

لطفي لبيب 
لطفي لبيب 

الفن في ظل الألم

في السنوات الأخيرة، واجه لطفي لبيب تحديات صحية صعبة، أجبرته على تقليل ظهوره الفني لكنه ظل قويًا بروحه، يطل بين الحين والآخر بابتسامة صافية وكلمة ملهمة، تذكرنا دومًا أن الفنان الحقيقي لا يغيب أبدًا، بل يعيش في قلوب محبيه، ورغم مرضه، رفض أن يعامل كـ”حالة” وأصر أن يرى كفنان، له تاريخ طويل يجب أن يحترم، لا كـ”خبر عاجل” في نشرة طبية.

كلمة أخيرة

لطفي لبيب ليس مجرد فنان أدى أدوارًا ناجحة، بل هو حالة إنسانية وفنية نادرة، رجل مثقف، وطني، صاحب رؤية، وصوت يعلو بالحكمة في زمن كثرت فيه الأصوات وضاع فيه المعنى، ربما قل ظهوره اليوم، لكن حضوره في ذاكرة الناس، وفي وجدان الفن المصري، باقي لا يغيب.

تم نسخ الرابط