القاهرة تحت لهيب يوليو.. تقرير يكشف ارتفاع معدلات الحرائق وأسبابها
جاء شهر يوليو 2025 ليحمل معه موجة حرائق غير مسبوقة في محافظة القاهرة، حيث تصدرت القاهرة قائمة المحافظات في عدد الحوادث المسجلة، وفقًا لبيانات رسمية وتحقيقات صحفية.
لم تكن درجات الحرارة وحدها سبب التوتر، بل ساهمت أيضًا عوامل مثل الإهمال، البنية التحتية المتهالكة، والماس الكهربائي في إشعال سلسلة من الحوادث التي أثارت قلق المواطنين والسلطات.
أبرز الحرائق: سنترال رمسيس في قلب النيران
من بين الحوادث التي هزت الرأي العام خلال يوليو، كان أبرزها حريق سنترال رمسيس في 7 يوليو، والذي أودى بحياة 4 أشخاص وأصاب 27 آخرين.
اندلع الحريق في إحدى غرف الاتصالات داخل مبنى تابع لشركة “Telecom Egypt”، نتيجة ماس كهربائي، وامتدت ألسنة اللهب بسرعة إلى أقسام متعددة، مما أدى إلى تعطل خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية في مناطق واسعة من البلاد، وتعليق مؤقت في بورصة القاهرة.
27 حادثًا في أسبوع واحد فقط
لم يكن سنترال رمسيس هو الحادث الوحيد، بل شهد الأسبوع الأخير من شهر يوليو أكثر من 27 حريقًا متفرقًا في أنحاء القاهرة، تنوعت المواقع بين مخازن، عقارات سكنية، سيارات، وأكوام قمامة مشتعلة، ورغم أن أغلب هذه الحرائق لم تسجل ضحايا، فإن كثافتها وتكرارها طرحا علامات استفهام حول معايير السلامة والصيانة، خصوصًا في الأماكن العامة والمزدحمة.
إحصاءات رسمية
بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، سجلت محافظة القاهرة خلال عام 2024 عدد 6,288 حريقًا، ما يعادل نسبة 13.4% من إجمالي حرائق الجمهورية، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق بين المحافظات.
ورغم أن التقرير لا يفصل أرقام يوليو فقط، إلا أن المؤشرات الشهرية توضح أن شهور الصيف تشهد أعلى نسب اشتعال، بسبب الأحمال الزائدة والارتفاع الحاد في درجات الحرارة.
أسباب وتداعيات الحرائق
تشير التحريات الأولية في أغلب الحالات إلى أن الماس الكهربائي، وسوء التخزين، والإهمال في تطبيق اشتراطات السلامة، كانت الأسباب الرئيسة في اندلاع تلك الحرائق.
كما ساهمت كثافة القمامة ومخلفات البناء في بعض المناطق في تغذية ألسنة النيران، ما تطلب تدخل عاجل من الحماية المدنية في كل واقعة تقريبًا.
توصيات وتدابير ضرورية للحد من الحرائق
في ضوء هذه الحوادث، يوصى بـ:
إجراء صيانة دورية لشبكات الكهرباء خاصة في المباني الحكومية والمؤسسات الحساسة.
تكثيف الرقابة على المناطق الصناعية والعشوائية التي تفتقر إلى نظم إنذار مبكر أو تهوية مناسبة.
نشر برامج توعية مجتمعية حول أساسيات السلامة ومواجهة الحريق، وتوفير طفايات الحريق في المنشآت والمنازل.
تشديد الإجراءات العقابية على المخالفين لاشتراطات الأمن والسلامة.
