أبو الهول: الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية تاريخي

تناول أشرف أبو الهول، مدير تحرير جريدة الأهرام، بإسهاب الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وخاصة في ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا الدور ينبع من التزام تاريخي لا يقبل المزايدة.
موقف تاريخي لا يحتاج إلى إثبات
وأوضح أبو الهول خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية لا يحتاج إلى إثبات أو إشادة، لأنه موقف تاريخي، صلب، ومستمر منذ نكبة عام 1948 وحتى اليوم، مؤكدا أن هذا الموقف يرتكز إلى اعتبارات الأمن القومي والجوار، مما يجعل من دور مصر التزامًا طبيعيًا وليس منة، مشيرًا إلى أن مصر، ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي، رفضت بشكل قاطع جميع محاولات تصفية القضية أو فرض التهجير القسري.
ثمن غالٍ دفعته مصر
ونوه إلى أن مصر دفعت ثمنًا باهظًا على مدار العقود في سبيل دعم الفلسطينيين، إذ قدمت ما يزيد عن 120 ألف شهيد منذ عام 1948، وهو عدد يتجاوز حتى شهداء فلسطين في مجمل الحروب، فضلًا عن تعرض ثروات مصر للاستنزاف، وسرقة آبار النفط والآثار في سيناء، إلى جانب خسائر اقتصادية طالت قناة السويس وقواتها المسلحة في سياق مواجهات الإرهاب، الذي اعتبره أبو الهول جزءًا من مخطط لتفتيت الدولة المصرية وفصل سيناء عنها.
قمة القاهرة: مصر حذرت مبكرًا من التهجير
وأشار إلى أن قمة القاهرة للسلام في 21 أكتوبر 2023 شكّلت تحركًا استباقيًا مصريًا، حيث حذرت مصر من استغلال الوضع الإنساني في غزة كأداة للضغط على الفلسطينيين من أجل تهجيرهم، مشددا على أن مصر اتخذت إجراءات واضحة، من بينها فتح المعابر، وإدخال المساعدات، واستقبال الجرحى، بل وحتى إرسال الخبز من سيناء إلى القطاع، ما يعكس التزامًا إنسانيًا وأخلاقيًا غير مشروط.
إحياء مسارات للسلام والوساطة
وأوضح "أبو الهول" أن الحراك الدولي الحالي يعود بشكل رئيسي إلى الجهود المصرية المكثفة، خصوصًا في الضغط من أجل إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم الحصار الإسرائيلي المحكم.
وأكد أن مصر لم تتوقف لحظة عن العمل كوسيط فعال، تحاول إحياء مسارات للسلام والوساطة وتقديم مبادرات جديدة، متحملة العديد من الصعوبات والتحديات في سبيل ذلك.
وفيما يتعلق بالحفاظ على الأمن القومي المصري، أوضح أبو الهول أن مصر نجحت في تفادي الانجرار إلى الصراع الدائر، رغم تعقيداته وحساسيته، مؤكداً أن القيادة المصرية تعاملت بحكمة ومسؤولية عالية، خاصة مع محاولات توسيع رقعة الصراع من قبل بعض الأطراف الفلسطينية.