عاجل

ليست مضرة دائمًا كيف تسهم الألعاب الإلكترونية في تحسين الصحة النفسية

الألعاب الإلكترونية
الألعاب الإلكترونية

لطالما ارتبطت الألعاب الإلكترونية في أذهان الكثيرين بالكسل والعزلة والانطواء، بل وأحيانًا بالعنف والسلوك العدواني، إلا أن دراسات علمية متزايدة في السنوات الأخيرة بدأت تكشف عن جانب مختلف تمامًا من هذه الظاهرة الرقمية؛ إذ تبيّن أن بعض أنواع الألعاب الإلكترونية قد تلعب دورًا إيجابيًا في دعم الصحة النفسية، خاصة في فترات التوتر والقلق.

الألعاب الإلكترونية كوسيلة للتنفيس النفسي

في عالم يزداد فيه الضغط النفسي يومًا بعد يوم، باتت الحاجة إلى وسائل تفريغ التوتر أكبر من أي وقت مضى. وهنا تظهر الألعاب الإلكترونية، ليس فقط كأداة للترفيه، وإنما كوسيلة فعّالة للهروب المؤقت من الواقع، وإعادة شحن الطاقة النفسية.

فالدخول في عالم افتراضي مليء بالتحديات والمكافآت يمنح اللاعب شعورًا بالسيطرة والإنجاز، وهو ما يفتقر إليه كثيرون في واقعهم اليومي.

دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي الرقمي أكدت أن بعض الألعاب التي تتطلب التفكير الاستراتيجي أو التعاون الجماعي تساهم في تعزيز مهارات التركيز والمرونة الذهنية، كما أظهرت النتائج أن ممارسة الألعاب لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة يوميًا قد تساعد على تقليل مستويات القلق والاكتئاب لدى المراهقين والبالغين على حد سواء.

وفي دراسة أخرى أجرتها جامعة أوكسفورد، تبين أن الألعاب الخفيفة، مثل "Animal Crossing" و"Plants vs. Zombies"، كانت قادرة على تحسين المزاج العام لدى المشاركين، وزيادة شعورهم بالراحة بعد يوم طويل من الضغوط.

ليست جميع الألعاب مفيدة

من المهم التفرقة بين الألعاب التي تساعد على الاسترخاء أو تحفيز التفكير، وتلك التي تعتمد على العنف أو الإدمان المفرط. فالألعاب العنيفة أو التي تشجع على العزلة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، خاصة إذا طالت مدة اللعب أو غابت الرقابة الأبوية في حالة الأطفال والمراهقين.

التوازن هو المفتاح

يرى أخصائيو الصحة النفسية أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تتحول إلى وسيلة علاجية غير مباشرة في بعض الحالات، بشرط أن يتم استخدامها باعتدال، وتوظيفها ضمن إطار صحي ومراقب، فالفكرة لا تكمن في اللعب بحد ذاته، بل في نوعيته، ومدته، وطبيعة تفاعل اللاعب معه.

تكشف هذه الرؤية الجديدة عن ضرورة تغيير الصورة النمطية عن الألعاب الإلكترونية، والاعتراف بأنها ليست دومًا مضرة، بل يمكنها أن تكون حليفة للصحة النفسية، ومتنفسًا في زمن تتصاعد فيه أعباء الحياة اليومية، ومع تزايد الإقبال على العلاج الرقمي، قد نرى مستقبلًا تدخل الألعاب كجزء من بروتوكولات دعم نفسي مبتكرة، خاصة لدى الشباب.

تم نسخ الرابط