عاجل

المصريون يغيّرون عاداتهم الغذائية.. الأطعمة الصحية تتصدر المشهد

أكل صحي
أكل صحي

شهد  السوق المصري في الآونة الأخيرة تحولًا ملحوظًا في العادات الغذائية، حيث بات الإقبال على الأطعمة الصحية والبدائل النباتية اتجاهًا رائجًا، ليس فقط في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية، ولكن أيضًا في المحافظات الأخرى، مدفوعًا بالوعي الصحي المتزايد، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، ومخاوف المستهلكين من الأمراض المرتبطة بالتغذية. أصبح من الشائع أن تجد قوائم في المطاعم تضم وجبات نباتية بالكامل، وأخرى منخفضة السعرات، مع تنويعات خالية من الجلوتين أو مشتقات الألبان، بل حتى المتاجر الصغيرة باتت تروّج لحبوب الشيا، وحليب اللوز، والمنتجات العضوية.

ويُرجع خبراء التغذية هذا التحول إلى عدد من العوامل، أهمها زيادة الوعي لدى فئة الشباب، وارتفاع معدلات السمنة وأمراض القلب، إضافة إلى رغبة الكثيرين في تحسين نمط حياتهم من خلال الأكل الصحي. كما ساهم انتشار تطبيقات اللياقة البدنية وحسابات "الفلوجرز" الذين يشاركون وصفات نباتية أو دايت، في ترسيخ ثقافة جديدة تعتمد على الاعتدال في تناول الطعام، والابتعاد عن الدهون المشبعة والسكريات الزائدة. هذه الموجة الغذائية الجديدة لم تعد حكرًا على الأغنياء فقط، بل أصبح هناك خيارات بأسعار متوسطة تلائم فئات مختلفة من المجتمع.

بدائل نباتية وبروتينات ذكية: خيارات السوق تتوسع

اللافت أن الشركات الغذائية العاملة في السوق المصري بدأت تستجيب لهذا الاتجاه، فقد تم طرح منتجات مثل "برجر نباتي" يعتمد على بروتين الصويا، و"لبن نباتي" من جوز الهند أو الشوفان، وأيضًا سناكس خالية من المواد الحافظة والسكر الصناعي. كذلك، أصبح من السهل العثور على مخابز متخصصة في تقديم خبز الشوفان أو القمح الكامل، كما توسعت محلات السوبر ماركت الكبرى في توفير زوايا مخصصة للمنتجات الصحية، بعد أن كانت تعتبر من الكماليات.

ورغم أن هذه المنتجات ما تزال أغلى من نظيرتها التقليدية، إلا أن الطلب المتزايد يشير إلى تغير حقيقي في الأولويات الغذائية للمصريين. كثير من الأسر أصبحت تضع الصحة في المرتبة الأولى، حتى لو كانت التكاليف أعلى نسبيًا، معتبرين ذلك استثمارًا طويل المدى في نوعية حياتهم وصحة أبنائهم. ويُتوقع أن يشهد السوق في السنوات القادمة تنوعًا أكبر في المنتجات النباتية والمغذية، خاصة مع دخول علامات تجارية محلية جديدة تستهدف هذه الشريحة بمنتجات مبتكرة وسعر مناسب.

 يبدو أن مصر تلحق بركب العالم في ما يُعرف بثقافة "الأكل الواعي"، وهي ثقافة لا تُعنى فقط بالسعر أو الطعم، بل بتأثير الطعام على الصحة والبيئة والنفس. وبهذا، يكون التغيير في المطبخ المصري قد بدأ بالفعل، لا من باب الترف، بل من باب الضرورة والوعي والتطور.

تم نسخ الرابط