د. هيثم بدران: ضعف عضلة القلب مشكلة خطيرة ولكن يمكن التعامل معها

يؤكد الدكتور هيثم بدران، أستاذ أمراض القلب والقسطرة بجامعة عين شمس ، أن ضعف عضلة القلب هو حالة تؤثر بشكل مباشر على حياة المريض ونشاطه اليومي، وتحدث عندما تقل كفاءة القلب في ضخ الدم إلى باقي أعضاء الجسم. يوضح أن عضلة القلب قد تعاني من خلل في الانقباض أو التناسق، ما يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل: النهجان عند أقل مجهود، تورم في القدمين، صعوبة في النوم بسبب ضيق النفس، الشعور الدائم بالإرهاق، واضطرابات في ضربات القلب.
وأكد الدكتور هيثم خلال كلمته لموقع "نيوز روم " الإخباري أنه غالبًا ما يتم تشخيص الحالة باستخدام موجات صوتية على القلب (الإيكو) لقياس كفاءة الضخ المعروفة بنسبة "EF"، وإذا انخفضت هذه النسبة عن 35%، فقد يشير ذلك إلى حالة ضعف شديدة في عضلة القلب تستدعي التدخل العلاجي الفوري. وتكمن أهمية التشخيص المبكر في إمكانية تفادي المضاعفات الخطيرة مثل فشل القلب الكامل أو توقف مفاجئ في الدورة الدموية.
أسباب شائعة… وأجهزة حديثة لإنقاذ القلب
يُرجع د. بدران أسباب ضعف عضلة القلب إلى عدة عوامل، من أهمها: جلطات سابقة في الشريان التاجي، أو ارتفاع ضغط الدم المزمن، أو التهابات فيروسية بالقلب، إلى جانب أمراض الصمامات، وبعض العوامل الوراثية. كما أن الإهمال في علاج السكري، السمنة، والتدخين، كلها تساهم بشكل كبير في تدهور كفاءة القلب.
ويشدد على أن العلاج لا يقتصر على الأدوية فقط، بل قد يحتاج بعض المرضى في الحالات المتقدمة إلى تركيب أجهزة مساعدة للقلب، مثل:
جهاز تنظيم ضربات القلب ثلاثي الحجرات (CRT)، والذي يعمل على تنسيق الانقباض بين جدران القلب اليسرى واليمنى، مما يُحسّن الكفاءة العامة للضخ، ويُخفف الأعراض مثل ضيق التنفس والخمول، وهو مفيد للمرضى الذين يعانون من "اختلال في التوصيل الكهربائي داخل القلب".
جهاز الصادم الداخلي (ICD)، الذي يُزرع تحت الجلد، ويراقب نبض القلب باستمرار، ويقوم بإرسال صدمة كهربائية تلقائية عند حدوث اضطراب خطير في نظم القلب، مثل الرجفان البطيني، مما يمنع الوفاة المفاجئة. وغالبًا يُركب للمرضى الذين لديهم تاريخ سابق لتوقف القلب أو كفاءة عضلة قلبهم شديدة الضعف.
وينبه د. بدران إلى أن هذه الأجهزة لا تُزرع لكل المرضى، بل بناءً على تقييم دقيق لحالة القلب بواسطة فريق متخصص. وهي أصبحت من الوسائل المتقدمة التي ساعدت آلاف المرضى على العودة لحياتهم اليومية بأمان، وتقليل فرص التدهور الحاد أو الوفاة المفاجئة.
ويختم الدكتور هيثم بدران بالتأكيد على أن أفضل علاج هو الوقاية والمتابعة المبكرة، لأن عضلة القلب إذا تم دعمها في الوقت المناسب يمكن أن تستعيد جزءًا كبيرًا من كفاءتها. لذلك، فإن الوعي والكشف الدوري هما خط الدفاع الأول في مواجهة أمراض القلب المزمنة.