محمد فاضل: الراديو كان بوابتي إلى الفن .. ودراما الإذاعة ألهمتني| فيديو

كشف المخرج محمد فاضل عن الدور الجوهري الذي لعبه الراديو في تشكيل وعيه الفني والثقافي خلال مراحل حياته المبكرة، مؤكدًا أن الإذاعة كانت بالنسبة له أكثر من مجرد وسيلة إعلام، بل نافذة مفتوحة على عوالم الأدب والدراما والفكر.
وخلال لقائه في بودكاست "كلام في الثقافة" المُذاع على شاشة قناة "الوثائقية"، أوضح محمد فاضل أنه كان حريصًا منذ شبابه على الاستماع إلى أحاديث الأدباء والمفكرين من خلال الأثير، فضلًا عن متابعته المنتظمة للأعمال الدرامية الإذاعية، والتي أسهمت بشكل كبير في تشكيل وجدانه الفني.
الدراما الإذاعية شكلت وعيه الفني
أشار محمد فاضل إلى أن شغفه بعالم الفن بدأ من الراديو، إذ كانت الدراما الإذاعية تقدم مستوى راقيًا ومحتوى جذابًا، ما شجعه على التعمق في هذا النوع من الفن، حتى قبل أن يظهر التليفزيون في مصر.
وأوضح محمد فاضل أنه بعد تخرجه من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية عام 1960، اتجه مباشرة إلى دراسة المسرح وقراءة النصوص الدرامية، مستلهمًا منها أفكاره ومفاهيمه الإبداعية، وهو ما ساعده لاحقًا في الدخول إلى مجال الإخراج التليفزيوني.
الأداء ولغة راقية للجمهور
وتحدث محمد فاضل بإعجاب عن جودة المحتوى الذي كانت تقدمه الإذاعة المصرية في تلك الحقبة، مشيرًا إلى أن اللغة العربية المستخدمة في الأعمال الإذاعية كانت بسيطة وعميقة في آنٍ واحد، الأمر الذي ساعد المستمعين من مختلف الخلفيات على التفاعل مع القصص والشخصيات دون صعوبة.
وأضاف محمد فاضل أن براعة الممثلين في الأداء الصوتي كانت تجعله يشعر بأنه يشاهد الشخصيات بأم عينيه، رغم أن الوسيلة الوحيدة للتواصل كانت الصوت فقط، قائلًا: "كانت هناك حلقات إذاعية تجعلني أرى الممثلين أمامي، ولا أسمعهم فقط".
الراديو فتح له أبواب الفن
رغم أن خلفيته الأكاديمية بدأت في مجال الزراعة، إلا أن محمد فاضل رأى في الإذاعة بوابة لتحقيق شغفه الحقيقي بالفن، مؤكدًا أن تأثيرها كان حاسمًا في اختياره لمسار حياته المهنية.
وأشار محمد فاضل إلى أن فترة ما بعد التخرج كانت نقطة التحول، حيث بدأ في قراءة المسرحيات العالمية والمحلية، متأثرًا بما سمعه من الدراما الإذاعية التي زودته بأساس قوي لفهم الحبكة والسرد وتكوين الشخصيات.

المبدعون الأوائل للإذاعة
اختتم محمد فاضل حديثه بالتأكيد على أن رواد الدراما الإذاعية في مصر، من ممثلين وكتاب ومخرجين، قدموا أعمالًا خالدة ما زالت تُذكر حتى اليوم، وكان لهم الدور الأكبر في تأسيس ثقافة درامية متكاملة سبقت التليفزيون والسينما في بعض مراحلها.
وشدد محمد فاضل على أن الإذاعة المصرية كانت أحد الأعمدة الأساسية للحياة الثقافية في مصر خلال منتصف القرن الماضي، وأن تأثيرها ما زال ممتدًا في ذاكرة الأجيال، خاصة أولئك الذين وجدوا فيها الملهم الأول لطريق الإبداع.