تقرير طبي كاذب
بسبب الإهمال الطبي.. تحول الأمل في الشفاء إلي لحظة وداع موجعة

بسبب كارثة الإهمال الطبي والتقصير، لم تكن تتخيل إسراء هيكل أن دخول والدتها للمستشفى سيكون بلا عودة بسبب إجرائها العملية المطلوبة، دخول والدتها إلى المستشفى لإجراء العملية حوّل الألم إلى فاجعة، والانتظار إلى مأتم، ورحلت الأم، وتركت خلفها قلبًا مكسورًا.
معاناة الأم داخل المستشفي بسبب الإهمال الطبي
وعن معاناة الأم داخل المستشفي بسبب الإهمال الطبي، قالت إسراء هيكل خلال لقائها مع «نيوز رووم» أن والدتها كانت تعاني من انزلاق غضروفي متعدد، ومع كونها مريضة سكر، تم الإتفاق مع الطبيب على إجراء عملية استئصال للغضاريف باستخدام «الميكروسكوب»، تفاديًا لأي جرح مفتوح قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة في حالتها الصحية، وتم تحديد تكلفة العملية بمبلغ 60 ألف جنيه.

وأضافت هيكل، أنه في يوم 22 مايو 2025، طلب الدكتور توقيع إقرار على إجراء عملية استئصال ثلاث غضاريف، وتمت العملية داخل مستشفى روفيدة، غير أن الإبنة تؤكد أنه بعد خروج والدتها من غرفة العمليات تفاجأت بتدهور حالتها الصحية، طالبة من الدكتور البقاء لبضع أيام لتحسن حالتها الصحية، إلا أن طلبها قوبل بالرفض التام بحجة أن هذا التدهور طبيعيًا نظرًا لحالتها الصحية.
اكتشاف عدم إجراء العملية
أكملت المنكوبة، حديثها خلال لقائها لـ«نيوز رووم» لحظة اكتشاف التقرير الطبي الكاذب، وعدم إجراء العملية، وذالك عند ارتداء والداتها سوارًا يحمل وصف "استئصال 3 غضاريف"، تبيّن لاحقا أنها خضعت لجراحة مفتوحة تخللتها فتحة بطول 10 سم دون علمهم، وهو ما اكتشفوه خلال مساعدتهم لوالدتهم في المستشفى بعد يومين فقط من العملية، حيث بدأ الجرح في إفراز صديد نتيجة إهمال في العناية الطبية.
اكتشاف عدم إجراء العملية ومواجهة الطبيب
وأضافت المنكوبة، أنه عند مواجهة الطبيب، بالفحوصات التي أجروها، أعاد لهم 15 ألف جنيه فقط من المبلغ، وتجاهل حق والدتها ومعاناتها، مؤكدةً أن حالتها كانت تسوء يومًا بعد يوم، وأن تحاليل الدم أظهرت أن الهيموجلوبين انخفض لـ8، وبعد أشعة رنين مغناطيسي تم اكتشاف الكارثة، ولم يتم استئصال أي غضروف، وتمت إصابة الأم الجافية، وقضى الطبيب 4 ساعات في محاولة ترميمها، مانعًا مساعد الجراح من الدخول لإجراء الجراحة، بحجة أن إجراء العملية يُعد من الأمور البسيطة التي لا تستدعي وقتًا أو جهدًا يُذكر.
تجاهل الطبيب عند محاولة التواصل معه
وبحسب المستندات التي تمتلكها إسراء، أكدت أن العملية التي أُجريت لم تكن هي ما تم الاتفاق عليه، كما لم يتم تسليمهم أسطوانة فيديو للعملية كما هو متعارف عليه، وعندما حاولوا التواصل مع الطبيب بعد التدهور الحاد في حالة الأم، تجاهل اتصالاتهم، وتولى الرد سكرتارية العيادة والمسوق الطبي الخاص به.
وفاة السيدة إثر الإهمال الطبي
توفت السيدة بدرية أحمد إبراهيم، يوم 6 يونيو 2025، أول أيام العيد الكبير، في المستشفى الحكومية التي مكثت فيها لمدة ثلاث ليالِ، إثر الأهمال الطبي متأثرة بمضاعفات العملية، لتتحول قصة علاجها إلى مأساة إنسانية مؤلمة، وتناشد ابنتها الجهات المعنية بالتدخل والتحقيق في الواقعة، ومحاسبة الطبيب والمستشفى اللذين تسببا، في فقدان والدتها.
الجزء الأخير من القضية أصبح خاص بالنياية
واختتمت حديثها مؤكدة ثقتها الكاملة في القضاء المصري وعدالة القانون، مشيرة إلى أنها تقدمت بمحضر رسمي ضد الطبيب المتسبب في الإهمال، وأن النيابة تباشر حاليًا إجراءات التحقيق في الواقعة، مؤكدة أن الطبيب لم يكن أمينًا في التعامل مع حالة والدتها