ماذا قالت إسرائيل على مؤتمر حل الدولتين في نيويورك؟

علقت إسرائيل ، اليوم الاثنين، على مؤتمر حل الدولتين الذي انطلق في وقت سابق من اليوم في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، بمشاركة دولية واسعة وبرئاسة سعودية فرنسية مشتركة.
وزعم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، رغم مقاطعة بلاده والولايات المتحدة للمؤتمر: "هذا المؤتمر لا يسهم في تقديم حلول، بل يُعمّق الأوهام".
وأضاف، في تصريحات نقلتها صحيفة معاريف العبرية، أن بدلاً من المطالبة بالإفراج عن الرهائن والعمل على تفكيك سلطة حماس الإرهابية، يختار منظمو المؤتمر الانخراط في نقاشات منفصلة تمامًا عن الواقع، حسب زعمه.
مؤتمر نيويورك بمشاركة سعودية فرنسية
انطلقت أعمال "المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين"، الاثنين، في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، برعاية مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا.
وخلال كلمته في افتتاح المؤتمر، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن "المملكة تؤمن بأن حل الدولتين هو مفتاح لاستقرار المنطقة"، مؤكداً أن "تحقيق هذا الاستقرار يبدأ عبر منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة".
وأشار بن فرحان إلى أن المأساة الإنسانية في قطاع غزة يجب أن تتوقف على الفور، لافتاً إلى أن السعودية، بالتعاون مع فرنسا، ضمنت تحويل 300 مليون دولار من البنك الدولي لصالح فلسطين، معربًا عن تقديره لإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين.
وزير خارجية فرنسا: لحظة مفصلية نحو حل دائم
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن المؤتمر يجب أن يكون نقطة تحول حقيقية نحو تنفيذ حل الدولتين".
وقال في كلمته إن "حرب غزة طالت أكثر مما يجب، ويجب أن تنتهي فوراً"، مشيراً إلى أن "ما بدأناه من زخم دولي لا يمكن وقفه، وهدفه الوصول إلى حل سياسي دائم في الشرق الأوسط".
وشدد بارو على أن المؤتمر "يمثل لحظة مفصلية ويمنح دفعة قوية جديدة لدفع العملية السياسية"، مؤكداً أن "استهداف المدنيين في غزة أمر غير مقبول، ويجب أن نبذل أقصى الجهود لحماية الأرواح والحد من المعاناة الإنسانية".
وأوضح الوزير الفرنسي أن "حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني"، داعياً إلى "تحويل هذا الحل إلى واقع ملموس".
رفض إسرائيلي وأمريكي ومقاطعة للاجتماع
ورغم أهمية المؤتمر، امتنعت كل من إسرائيل والولايات المتحدة عن المشاركة في الاجتماع الوزاري الذي يُعقد على مدار يومين، برئاسة وزيري خارجية فرنسا والسعودية، فقد رفضت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة مبدأ حل الدولتين بشكل كامل، في حين اعتبرت الولايات المتحدة أن الاجتماع "لن يُسهم بفعالية في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة.
في المقابل، ترى باريس والرياض أن المؤتمر يشكل "الفرصة الوحيدة المطروحة حالياً لتسليط الضوء على حل الدولتين كخريطة طريق للسلام، والبدء بخطوات عملية قابلة للتطبيق".
من قمة دولية إلى اجتماع وزاري
وكان من المقرر عقد المؤتمر على مستوى القادة في أواخر يونيو الماضي، إلا أن تصاعد التوترات الإقليمية، لاسيما الحرب بين إسرائيل وإيران والأحداث الجارية في غزة، أدى إلى تأجيله وتحويله إلى اجتماع وزاري مصغّر.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي بارو أن "إحياء العملية السياسية القائمة على حل الدولتين بات ضرورة ملحة، خاصة في ظل التهديدات غير المسبوقة التي تواجه هذا الخيار".
ما هو حل الدولتين؟
يستند حل الدولتين إلى خطة تقسيم فلسطين لعام 1947. وعلى الرغم من رفض الخطة عقب إعلان استقلال إسرائيل، شكّلت حرب عام 1967 نقطة تحول مفصلية، بعد أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويرتكز المفهوم اليوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، إلى جانب دولة إسرائيل، بما يضمن للفلسطينيين حق تقرير المصير، ويمنح إسرائيل أغلبية يهودية مستقرة داخل حدود معترف بها دولياً.