عاجل

في لحظة فارقة من التاريخ، وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام العالم، لا ليزايد على جراح غزة، بل ليُجدد عهد مصر الذي لا يتغير: الوقوف إلى جوار الشعب الفلسطيني، ودعم حقوقه المشروعة، وتخفيف آلامه في أحلك الظروف. قالها بوضوح: “لا يمكن أن نقوم بدور سلبي تجاه الأشقاء في فلسطين”، مؤكدًا أن مصر لن تتخلّى، ولن تنحاز إلا للحق.

 

كلمات السيسي لم تكن مجرد خطاب، بل موقف إنساني صادق، يعكس ثبات الدولة المصرية في زمن الاهتزازات. فالمساعدات تتدفق عبر معبر رفح، والجرحى الفلسطينيون يُنقلون لتلقي العلاج في مستشفيات مصرية، بينما تتحرك القاهرة دبلوماسيًا في كل اتجاه لوقف إطلاق النار وحقن الدماء.

 

وفي المقابل، على الضفة الأخرى من المشهد، تخرج جماعة الإخوان من جحورها القديمة، باحثة عن فرصة وسط الدخان والدم، لا لإنقاذ غزة، بل لاستخدامها وقودًا جديدًا لإشعال الفتنة. لجأت الجماعة إلى التهييج في الخارج، أمام السفارات المصرية، محاولةً منهم تشويه دور مصر ، الذي كان -ولا يزال- الحضن الأكبر لفلسطين، منذ نكبة 1948 وحتى اليوم.

 

يرفع السيسي صوته بنداء إنساني للعالم كله: “أنقذوا غزة”، بينما ترفع أبواق الإخوان شعارات وهمية، لا تخدم إلا الأجندات الخارجية، مستغلة دماء الأطفال لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة. إنها المفارقة بين من يحمل شحنة دواء، ومن يحمّل الموقف بالتحريض والتشويه.

 

مصر، كما قال رئيسها، “لا تتغير”، لأن مواقفها لا تُباع في أسواق التهليل السياسي، ولا تُشترى بالدولار أو الفوضى. هي دولة تُدير أزمتها بعقل، وتقود ضميرها بقلب. وفي هذا التوقيت العصيب، تكشف الأيام من يقف حقًا إلى جوار غزة، ومن يقف على جثتها ليرتقي منبر الفوضى. 

تم نسخ الرابط