جماعة موالية لـ"داعش" تقتل 38 مصليًا في هجوم دموي على كنيسة بالكونغو

نفّذت جماعة "القوات الديمقراطية المتحالفة" (ADF)، الموالية لتنظيم داعش الإرهابي هجومًا وحشيًا راح ضحيته 38 شخصًا على الأقل بمدينة كوماندا الواقعة في شمال شرق الكونغو الديمقراطية أمس الأحد 27 يوليو. ووفقًا لوسائل إعلام محلية، استهدف الهجوم كنيسة كاثوليكية خلال إقامة قداس، ما تسبب في وقوع مجزرة مروعة، أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة 15 آخرين، ووجود مفقودين، فضلًا عن إضرام النيران في بعض المنازل والمتاجر المجاورة.
مرصد الأزهر يحذر: القوات الديمقراطية المتحالفة تُغير استراتيجيتها لزعزعة الاستقرار وإثارة الفتن
وبحسب قراءة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف للمشهد الأمني الحالي في الكونغو فإن لهذا الهجوم عدة دلالات هي: تصعيد طائفي واستخدام استراتيجية الترهيب: استهداف دار عبادة مسيحية خلال أداء الطقوس الدينية كالصلاة يدل على نية واضحة لإشعال الفتنة الدينية في البلاد، والسعي لزيادة وقع الصدمة مما يتماشى مع الاستراتيجية الدعائية لتنظيم داعش الإرهابي الذي تُظهره دومًا المدافع عن "الهوية الدينية" والمناهض لما يصفه بـ "المؤسسات الكافرة".
كذلك عودة النشاط الإرهابي: رغم العمليات الأمنية الجارية بالتعاون بين الجيشين الكونغولي و الأوغندي منذ عام 2021 إلا أن جماعة "القوات الديمقراطية المتحالفة" لا تزال قادرة على شن هجمات منظمة، مما يبرهن على حاجة البنية الاستخباراتية إلى مزيد من الدعم، وافتقاد الاستراتيجية الشاملة لرؤية واضحة لمعالجة جذور الأزمة من فقر، بطالة، هشاشة الأمنية، وغياب العدالة الاجتماعية.
تحول أهداف الجماعة من عسكرية إلى مدنية: تعكس هذه المجازر تحوُّل ADF من العمل ضد القوات النظامية إلى استهداف المدنيين، ما يعني تحولها نحو نموذج "الإرهاب المعمّم"، بغرض زعزعة الاستقرار وضرب النسيج الاجتماعي.
كما يشير المرصد إلى أن هذه الهجمات تُعد جزءًا من "الإرهاب العابر للحدود"، والذي يسعى لنقل نموذج "داعش العراق والشام" إلى بيئات هشة مثل إفريقيا الوسطى والشرقية.
بناءً على ذلك، يؤكد مرصد الأزهر على:
ADF ليست جماعة دينية، بل إجرامية، فالتنظيمات المتطرفة تحوّلت إلى مافيات مسلحة تتخذ من الدين ستارًا، وتستغل فقر الشعوب وجهلها لإقناعهم بأوهام الجهاد المزعوم.
ضرورة دعم المجتمعات دينيًّا وتعليميًّا من خلال تفعيل دور القيادات الدينية من مختلف الطوائف للتصدي لهذا الفكر المتطرف، وتجفيف منابعه، وتقديم خطاب ديني موحّد ضد الكراهية، لا سيما في المناطق الريفية.
الحاجة إلى خطاب إعلامي أكثر إنصافًا، فرغم بشاعة الحادث، لم يحظَ بتغطية واسعة مثلما يحدث في دول أخرى، وهو ما يراه المرصد "تمييزًا في تعاطي الإعلام الدولي مع دماء الأبرياء"، ويدعو إلى التوازن الإنساني في التعاطي مع الأزمات.
تعزيز التعاون الإقليمي بين الكونغو والدول المجاورة لضبط الحدود ومنع تسلل العناصر الإرهابية، وتطوير برامج شاملة لإعادة دمج المقاتلين السابقين.
إن الهجوم على كنيسة كوماندا يشكل إنذار جديد بخطورة الجماعات المتطرفة على السلم الأهلي في إفريقيا، كما يؤكد أن المعركة ضد الإرهاب لا يمكن حصرها في النطاق العسكري فقط، بل هي معركة فكرية وإنسانية، تتطلب تكاتفًا دوليًّا وإقليميًّا ومجتمعيًّا.