مؤسسة "أكشن إيد" بفلسطين: الوضع في غزة كارثي (فيديو)

أكدت ريهام الجعفري، مسؤولة التواصل في مؤسسة "أكشن إيد" بفلسطين، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مستوى الكارثة، مشيرة إلى أن نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية بات يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، خاصة الأطفال الرضّع والنساء الحوامل.
وأوضحت الجعفري في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية" أن أكثر من 20% من النساء الحوامل يعانين من سوء التغذية الحاد، وأن الأطفال حديثي الولادة يواجهون خطر الموت نتيجة انعدام المكملات الغذائية وغياب الرعاية الطبية، مشيرا إلى أن نحو 87% من سكان القطاع نزحوا قسريًا، وهم اليوم محاصرون في مناطق لا تتجاوز 13% من مساحة غزة، وسط اكتظاظ شديد وانتشار الأمراض ونقص المياه والوقود وتوقف المطابخ المجتمعية.
إسرائيل تعمّدت خلق واقع إنساني مدمر
وأضافت الجعفري أن إسرائيل تعمّدت خلق واقع إنساني مدمر لفرض مشروع "المدينة الإنسانية"، الذي يهدف لحشر السكان في بقعة صغيرة تمهيدًا لتهجيرهم، وهو ما كشفته تقارير إسرائيلية حديثة حول تجميد –وليس إلغاء– هذا المخطط بانتظار صفقة تبادل محتملة، مؤكدة أن استمرار الحرب دون تدخل دولي فعال يمنح إسرائيل الوقت لتطبيق هذا السيناريو الخطير، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية من خلال فرض وقف فوري للحرب وفتح المعابر وعودة النازحين لمنازلهم.
وفي تعليقها على غياب آليات المحاسبة الدولية، اعتبرت الجعفري أن إفلات إسرائيل من العقاب يضعف مصداقية النظام الدولي ويزيد من احتمالية تكرار جرائم مماثلة في أماكن أخرى من العالم، مشددة على أن الحل الحقيقي لا يمكن أن يكون عبر شاحنات أو إسقاط مساعدات جوية، بل يتطلب وقفًا دائمًا لإطلاق النار، فتح جميع المعابر، وبدء عملية إعادة إعمار شاملة في غزة.
وأكدت أن أي تأخير في الحل السياسي سيؤدي إلى تفاقم المجاعة والتوتر في المنطقة، مشيرة إلى أن البدائل المؤقتة لا تُغني عن حل جذري ينهي المعاناة المستمرة لسكان القطاع.
ومن ناحية أخرى، أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، أن الجهود المصرية المتواصلة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة تأتي في إطار موقف تاريخي ثابت، هدفه دعم الشعب الفلسطيني وتثبيته في أرضه، موضحا أن مصر لعبت منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 دورا محوريا في تنسيق دخول المساعدات، مشيرا إلى أن نحو 135 ألف طن من المساعدات دخلت القطاع، 70% منها من مصر، ليس فقط عبر الحكومة، بل بمساهمات واسعة من المواطنين المصريين في المدن والقرى.
وشدد حسين خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، على أن موقف مصر نابع من مصلحتها الوطنية المباشرة، قبل أن يكون موقفاً عربياً أو إنسانياً، موضحاً أن تهجير الفلسطينيين يمثل خطراً مباشراً على الأمن القومي المصري، مؤكدا أن مصر، منذ البداية، كانت الصوت الأعلى الرافض للتهجير، وسعت لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تفريغ القطاع من سكانه، مشيرا إلى أن استمرار دخول المساعدات والضغط من أجل وقف إطلاق نار دائم يمثلان ضرورة لحماية المدنيين الفلسطينيين وصون استقرار المنطقة.
وعن تعقيدات إيصال المساعدات، أوضح حسين أن إسرائيل تعمد إلى تعطيلها وشيطنة مؤسسات الإغاثة، وعلى رأسها الأونروا، من خلال استهداف مقارها ومخازنها ومنعها من أداء دورها، لافتا إلى أن الاحتلال يهدف إلى تجويع السكان لإجبارهم على النزوح، مستشهداً بتصريحات قادة إسرائيليين يصفون دخول المساعدات بأنه "تكتيك استراتيجي" لتسهيل القضاء على المقاومة، مؤكدا أن إسرائيل لا تسعى لحل إنساني أو سياسي، بل تدير عملية ممنهجة لإفراغ غزة من سكانها، مستخدمة التجويع والقصف والتضليل الإعلامي، بينما مصر، ومن خلفها بعض الأصوات العربية والدولية، تقف حائط صد في وجه هذه المخططات.