بعد زيارة محمد صلاح لمعبد إيكوين.. أبرز المعلومات عن المعبد الياباني

يقع معبد إيكوين (Ekō-in) في حي ريوغوكو بولاية سوميدا في طوكيو، وقد أسسه التوكوجاوا إيتسونا عام 1657 بعد اندلاع حريق ميريكي العظيم الذي قضى على أكثر من 100,000 شخص، ودُشن باسم Shoshūzan Muen‑ji Ekō-in تأكيدًا على مبدأ النية المشتركة في نشر رحمة بوذا لجميع الأرواح الحية بغض النظر عن أصلها أو وضعها .
مقبرة الأرواح الضائعة وسومو في أرض اليابان
قاد المعبد في بداياته إلى إقامة ما يُعرف بـBanninzuka (تلة مليون روح) لتكريم الأرواح التي لم يجد لها أحد جنازة، سواء كانوا من ضحايا الحريق أو ضحايا زلازل أو حتى الحيوانات. كما أصبح إيكوين موقعًا مخصصًا لتقديس الأرواح التي لا ينتمي صاحبها لعائلة أو قبيلة، مثل وسيلة تعزية للجميع .
إلى جانب ذلك، اشتهر المعبد بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كمقر لمباريات السومو الخيرية والمعروفة باسم "Ekō‑in sumō"، حيث كانت تُنظم فيها مباريات السومو مرتين سنويًا حتى عام 1909، قبل انتقالها إلى ملعب Ryōgoku Kokugikan القريب جدًا من المعبد .
زيارة روحية وتجربة مميزة في قلب طوكيو
اليوم، يُعد إيكوين وجهة مهدئة وسط صخب طوكيو، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجولة هادئة بين المباني التاريخية والمقابر المشذبة بعناية، وبعض التماثيل والبوذيين النادرين. كما يُقدم البعض من الزوار خدمات مثل جمع ختم الغوشوين (Goshuin) كتذكار روحي يدوي مميز من المعابد اليابانية .
بالإضافة إلى الجولات اليومية، يحرص عدد من المصارعين المحترفين والمبتدئين على زيارة ما يُعرف بـ "تلة القوة" (Rikizuka) داخل ساحات المعبد، للصلاة وطلب القوة قبل المشاركة في بطولات السومو، مما يُعيد ربط العلاقة التقليدية بين الدين والملاعب الرياضية .

إيكوين رمز للعيش والرحمة
معبد إيكوين ليس مجرد موقع تاريخي في طوكيو، بل هو مَعْبَر مليء بالإنسانية والصدق الديني. إنه مكان يحترم الأرواح الضائعة ويربط الماضي بالتقاليد الحية للروحانية والثقافة اليابانية، حيث تجمع بين عمق التاريخ وجمال الحاضر في قلب المدينة الصاخبة.
يتميّز معبد إيكوين بكونه ليس فقط موقعًا دينيًا تقليديًا، بل رمزًا للرحمة والعدالة الروحية في الثقافة اليابانية. فقد أنشئ المعبد بروح بوذية تُؤمن بأن الأرواح جميعها، مهما كانت خلفيتها أو ظروف وفاتها، تستحق التكريم والسلام الأبدي. لهذا السبب، أصبح المكان مزارًا للذين فقدوا أحبّاءهم دون فرصة لتوديعهم، ويؤمّه الزوار من مختلف أنحاء اليابان طلبًا للسكينة ومواساة أرواحهم.
إلى جانب ذلك، يُعد المعبد شاهدًا حيًا على تقاليد العاصمة القديمة إيدو (طوكيو حاليًا)، إذ احتفظ بهدوئه وهيبته وسط تحوّلات المدينة العمرانية والاقتصادية المتسارعة. ورغم مرور قرون على إنشائه، ما زال إيكوين يحافظ على رمزيته كمكان يجمع بين الحزن والرجاء، وكمساحة مفتوحة للتأمل الروحي، بعيدًا عن ضجيج العالم الخارجي.