محمد عزام: الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل العالم بجميع قطاعاته المدنية والعسكرية

قال الدكتور محمد عزام، عضو الجمعية الأمريكية لإدارة التكنولوجيا، إن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل العالم بشكل كامل، سواء في القطاعات المدنية أو العسكرية، وهذا الصراع الأمريكي الصيني في مجال الذكاء الاصطناعي ليس حديثًا، بل هو ممتد منذ أكثر من 10 سنوات، ومع تطور التكنولوجيا، ظهرت تطبيقات مثل "تشات جي بي تي" و"ديب سيك" والتي جعلت الموضوع أكثر وضوحًا.
الصراع بدأ منذ فترة طويلة بين الصين والولايات المتحدة
وأشار خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن هذا الصراع بدأ منذ فترة طويلة بين الصين والولايات المتحدة، موضحا أن كلتا الدولتين تدركان تمامًا أهمية التكنولوجيا لامتلاك القوة الاقتصادية والسياسية، حيث تستثمر الولايات المتحدة الأمريكية سنويًا نحو 700 مليار دولار في البحث والتطوير، بينما الصين تستثمر حوالي 550 مليار دولار، ويظهر هذا في عدد براءات الاختراع، حيث تسجل الصين سنويًا نحو 1.5 مليون براءة اختراع، بينما تسجل الولايات المتحدة حوالي 500 ألف براءة.
اتجاه الدول
ونوه إلى أن هذه الأرقام توضح الاتجاه الذي تسير فيه هذه الدول، رغم جميع التحديات الاقتصادية والسياسية، مثل الحرب التجارية، لكن هذا التطور لا يعتمد فقط على الذكاء الاصطناعي، بل يتداخل مع تطور صناعة الرقائق الإلكترونية، والحوسبة عالية السرعة، والبنية التحتية للاتصالات الحديثة.
وأكد أن هناك فجوة كبيرة بين القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والصين، والدول الأخرى، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من امتلاك الاتحاد الأوروبي للعديد من الإمكانيات المادية والبحثية، فإنه لا يزال بعيدًا عن اللحاق بالركب في هذا المجال، أما بالنسبة لبقية دول العالم، خاصة "الجنوب العالمي"، فهي تواجه تحديات كبيرة في مواكبة هذا التطور.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يحاول اللحاق بهذه الموجة، خاصة في مجالات مثل "إنترنت الأشياء"، والتي يمكن أن تكون نقطة انطلاق مهمة بالنسبة لدول الجنوب العالمي، كما أنه من الضروري أن نعمل على تعزيز التعاون مع الدول المتقدمة، مثل فرنسا التي تعد من الرواد في هذا المجال.
حجم الاستثمارات المتوقع في هذا المجال
وأضاف:" حجم الاستثمارات المتوقع في هذا المجال خلال العشر سنوات القادمة يصل إلى حوالي 2.5 ترليون دولار، وهذا يعني أن هناك نوعين من المستثمرين، الأول يركز على التكنولوجيا الأساسية والشركات التي تعمل على تطوير هذه التقنيات، والثاني يركز على التطبيقات العملية لهذه التكنولوجيات، وكلا النوعين مكملين لبعضهما البعض.