أردوغان يرحب بقرار ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين: خطوة نحو السلام

أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أعرب عن ترحيبه بقرار نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وذلك خلال اتصال هاتفي جمع بينهما.
وجاء في البيان أن أردوغان هنّأ الرئيس الفرنسي على قراره التاريخي، مشددًا على أن "تحقيق السلام الدائم في المنطقة يمرّ عبر حل الدولتين".
في السياق نفسه، صرّح وزير الخارجية الفرنسي أن عددًا من الدول الأوروبية ستؤكد قريبًا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدًا أن هذا الاعتراف أصبح اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
كما أشار إلى أن فرنسا تعتزم طرح رؤية شاملة لما بعد الحرب في غزة، وذلك خلال مؤتمر دولي حول حل الدولتين تنظمه الأمم المتحدة بمشاركة فرنسية-سعودية يومي الاثنين والثلاثاء.
اعتراف فرنسا بدولة فلسطين
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن، الخميس الماضي، أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، لتصبح فرنسا بذلك أول قوة كبرى في الاتحاد الأوروبي تخطو هذه الخطوة، ما أثار ردود فعل متباينة.
فقد نددت إسرائيل بالقرار، واعتبرته بمثابة "مكافأة للإرهاب"، بينما قلّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أهمية الخطوة قائلاً إنها "لا وزن لها".
وزير الدولة الفرنسي: مؤتمر نيويورك يشهد موقفًا عربيًا موحدًا يدين حماس
من جهته، أوضح وزير الدولة الفرنسي المكلف بالشؤون الأوروبية، جان نويل بارو، أن مؤتمر نيويورك سيشهد إعلان دول أوروبية أخرى نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، كما سيشهد موقفًا عربيًا موحدًا يدين حركة "حماس" ويدعو إلى نزع سلاحها، في مسعى لعزلها سياسيًا بشكل نهائي، حسب قوله.
وأكد بارو أن فرنسا مصممة على المضي قدمًا في خطتها للاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر، لافتًا إلى أن دولًا أخرى ستنضم إلى الموقف الفرنسي، على غرار دول أوروبية سبق أن اتخذت هذه الخطوة مثل إسبانيا، آيرلندا، بولندا، والسويد.
في المقابل، أبدى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تحفظه على الخطوة، معتبرًا أن الاعتراف يجب أن يأتي في إطار "خطة أوسع"، في حين أعلنت ألمانيا أنها لا تعتزم اتخاذ قرار مماثل "في المستقبل القريب".
وكان من المقرر أن يُعقد المؤتمر المذكور في يونيو الماضي على مستوى القادة، إلا أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل أدى إلى تأجيله، ليُعقد هذا الأسبوع على مستوى وزراء الخارجية تمهيدًا لقمة موسعة في سبتمبر المقبل.
وصرّح بارو بأن "إمكانية إقامة دولة فلسطينية لم تكن يومًا مهددة كما هي الآن، ولا كانت بهذا القدر من الضرورة"، مشيرًا إلى ما يشهده قطاع غزة من دمار واسع، واستمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، إلى جانب فتور التفاعل الدولي مع القضية الفلسطينية.
وشدد الوزير الفرنسي على أن أي حديث عن وقف دائم لإطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس"، يظل غير واقعي ما لم يُفتح أفق سياسي واضح، مؤكدًا أن بلاده، بالتعاون مع السعودية، ستطرح رؤية متكاملة لمرحلة ما بعد الحرب، تشمل إعادة إعمار غزة، وضمان الأمن، وتحقيق الحكم الرشيد، وصولًا إلى حل الدولتين.
تجدر الإشارة إلى أن 142 دولة من أصل 193 دولة عضوًا في الأمم المتحدة تعترف رسميًا بدولة فلسطين، التي أعلنت استقلالها في عام 1988.