عاجل

حرُّ الصيف بابُ نجاةٍ .. «الأوقاف» توضح ما ينبغى قوله فى الحر الشديد

الدعاء في شدة الحر
الدعاء في شدة الحر

ذكّرت وزارة الأوقاف المواطنين،  بأحد الأدعية المأثورة التي يُستحب ترديدها عند شدة حرارة الجو، مستشهدةً بحديث نبوي شريف.

وقالت وزارة الأوقاف عبر منشور على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:

"إذا كان يومٌ حارٌّ ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشدَّ حرَّ هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم، قال الله - عز وجل - لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني منكِ، وإني أشهدك أني قد أجرته".

أبواب النجاة

وأوضحت وزارة الأوقاف، أن الدعاء في مثل هذه الأحوال يُعد بابًا من أبواب النجاة، ووسيلة لربط المشقة الدنيوية بتذكّر الآخرة، داعيةً الناس إلى اغتنام الأوقات والمواقف المختلفة في الذكر والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.

الذكر والدعاء

وأكدت وزارة  الأوقاف، أن الذكر والدعاء في مثل هذه الأوقات ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو سلوك إيماني يعكس يقظة القلب وحضور الوعي بعظمة الله ومصير الإنسان، مشيرةً إلى أن الاستعاذة من النار دعاء نبوي رقيق يحمل في طياته معنى اللجوء الصادق إلى الله، واستشعار ضعْف الإنسان أمام تقلبات الكون.

الحر سبب في الثواب

وفي هذا السياق، دعت الأوقاف إلى تفعيل المعاني الإيمانية في حياة الناس اليومية، وربط كل مشقة أو نعمة تمر بهم بما يمكن أن يقربهم من الله، موضحةً أن من رحمة الله بعباده أن جعل حتى الحر الشديد سببًا في الثواب، ومجالًا للاستغفار والذكر والتوبة.

حكم تربوية عميقة

ومن الحِكم التربوية العميقة التي يستلهمها المسلم من هذا التوجيه النبوي، أن الظواهر الكونية ليست مجرد أحداث طبيعية عابرة، بل هي رسائل ربانية توقظ القلوب وتُعيد الإنسان إلى موقعه الصحيح في الكون؛ عبدًا متأملًا، ذاكرًا، شاكرًا. فالحرّ الشديد يُصبح في ضوء الهدي النبوي وسيلة لتربية النفس على الخوف من الآخرة، وعلى الرجاء في رحمة الله، وعلى استحضار المعاني الغيبية التي تُهذِّب الروح وتسمو بها.

وتعكس هذه النظرة التربوية النبوية عُمق الإسلام في تكوين الإنسان المتزن، الذي لا يتعامل مع الطبيعة ببلادة الحس، بل يتفاعل معها بإيمان حي، يُحوّل كل مشقة إلى عبادة، وكل لحظة ألم إلى فرصة للتطهر والتقرب من الله. وهذا ما تحتاجه الأجيال الجديدة في زمن كثرت فيه الملهيات وغابت فيه التأملات.

تم نسخ الرابط