أونروا تحذر: 200 ألف طفل بغزة في خطر بسبب نقص الغذاء

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الاحتلال يمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مما يفاقم أزمة نقص المواد الغذائية التي تواجه السكان.
وأوضحت الوكالة أن مخزون الأغذية المتوفر يكفي فقط لسكان القطاع لمدة ثلاثة أشهر، محذرة من تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير إذا استمر الحصار.
وأضافت أونروا أن نحو 200 ألف طفل في غزة يواجهون مخاطر جسيمة بسبب سوء التغذية، ما يضع الأطفال في مراحل حرجة تهدد صحتهم وحياتهم.
حصار وتجويع ممنهج
ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من حصار وتجويع ممنهج يمثل جريمة حرب واضحة وفق القانون الدولي، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في القطاع بلغ مرحلة مأساوية، حيث تحوّل عدد كبير من السكان إلى هياكل عظمية في صورة غير إنسانية.
وأوضح الهباش خلال مداخلة عبر شاشة القاهرة الإخبارية، أن هناك محاولات عربية ودولية وفلسطينية لكسر هذا الحصار، بالتنسيق مع مصر وعدد من المنظمات الدولية، لكن جميع هذه الجهود لا تزال غير كافية، مضيفًا أن قطاع غزة يحتاج 800 شاحنة يوميًا من المواد الغذائية لتوفير الحد الأدنى من الإغاثة لأكثر من مليوني فلسطيني، إلا أن هذه الجهود تُواجَه بمنع إسرائيلي متعمد.
تشويه دور مصر
وانتقد الهباش المحاولات المتكررة لتشويه دور مصر، قائلاً: من يحمّل مصر مسؤولية ما يجري يخدم الأجندة الإسرائيلية، مؤكدًا على أن إسرائيل تسعى لتوزيع المسؤولية عن جرائمها، عبر استغلال أطراف مرتبطة بجماعة الإخوان والأجندات الغربية، في محاولة لإلقاء اللوم على معبر رفح، رغم أن المسؤول الأول والأخير عن التجويع هو الاحتلال الإسرائيلي.
وفي جهته، قال بشير جبر، مراسل القاهرة الإخبارية من دير البلح، إن آلة الحرب الإسرائيلية لا تتوقف عن استهداف مختلف مناطق قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الطائرات الحربية والمُسيّرات الإسرائيلية تواصل تحليقها بكثافة فوق القطاع، وتنفذ غارات متتالية على مناطق عدة، خاصة في المحافظة الوسطى.
وأوضح خلال رسالة له على الهواء ، أن غارات استهدفت قبل قليل مخيم النصيرات أسفرت عن وقوع شهداء ومصابين، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف يطال مخيم البريج وشرق مدينة دير البلح.
مجازر جديدة
وأضاف أن مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، شهدت مجازر جديدة، بعد استهداف الاحتلال خيام نازحين في منطقة المواصي، التي يُفترض أنها منطقة إنسانية آمنة، ما أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.
كما استهدفت غارات أخرى منطقة بني سهيلا، أسفرت عن استشهاد ثلاثة مواطنين. وأشار إلى أن محيط مركز المساعدات الأميركية جنوب خان يونس لا يزال يتعرض لإطلاق نار مباشر من الآليات الإسرائيلية، ما أسفر عن استشهاد تسعة فلسطينيين حتى اللحظة.
وأكد جبر أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتقسيم قطاع غزة عبر محاور عسكرية، أبرزها "محور ماجين عوز" الذي يشطر مدينة خان يونس إلى شطرين، شرقي وغربي، إلى جانب "محور مراج" الذي يفصل رفح عن خان يونس.
كما يعمل الاحتلال حاليًا على إنشاء محور جديد في جنوب دير البلح، تمهيدًا لعزل خان يونس عن المحافظة الوسطى. ولفت إلى أن هناك تحركات إسرائيلية لفصل المحافظة الوسطى عن مدينة غزة، في إطار خطة ممنهجة لتفكيك النسيج الجغرافي والاجتماعي للقطاع.