بعد نزع سلاح حزب الله: هل ينتظر لبنان سيناريوهات صعبة؟.. خبير يجيب

في ظل تصاعد الاستهدافات الإسرائيلية في جنوب لبنان، والتي طالت مؤخرًا سيارة في بلدة صور، جاءت زيارة المبعوث الأمريكي توماس باراك إلى بيروت لتزيد المشهد تعقيدًا، وسط إصرار أمريكي على نزع سلاح حزب الله، في وقت يتصاعد فيه التوتر على الجبهة اللبنانية.
تصعيد سياسي مترافق مع ميداني
ومن جانبه، أوضح أيمن الروسان الخبير العسكري، أن زيارة توماس باراك الأخيرة إلى بيروت تُعد الثالثة خلال شهرين، والثانية خلال يوليو الجاري، في إطار ضغوط أمريكية متواصلة لحث الدولة اللبنانية على اتخاذ خطوات "عملية وملموسة" تجاه ملف نزع سلاح حزب الله.
وأشار إلى أن الزيارة الأولى كانت بمثابة رسالة تحذيرية، تنبه السلطات اللبنانية بأن الوقت ينفد، في حين جاءت الزيارة الثانية عامة، دون طرح محدد، أما الزيارة الثالثة فكانت الأوضح من حيث المضمون، حيث حمل باراك ثلاث لاءات صريحة، تتمثل فيما يلي: لا تفاوض مع حزب الله، لا ضمانات أمريكية بوقف الاعتداءات، ولا قدرة لواشنطن على كبح جماح إسرائيل.
المشهد لا يبعث على التفاؤل
أكد الروسان أن التحركات الأمريكية الأخيرة لا تعطي انطباعًا إيجابيًا بشأن مآلات الوضع الأمني والسياسي في لبنان، مضيفًا أن الضغط المتزايد على لبنان يأتي في سياق رؤية أمريكية تعتبر أن نزع السلاح يصب في مصلحة الدولة اللبنانية، خصوصًا في ظل ما تعتبره تهديدًا إسرائيليًا مباشرًا من الصواريخ والطائرات المسيرة.
ونوه إلى أن الجانب اللبناني لا يزال متمسكًا بمطلب الضمانات، مشيرًا إلى أن الاتفاقات السابقة فشلت بسبب الخروقات الإسرائيلية المتكررة، وليس نتيجة موقف لبناني أو تعنت من حزب الله، مضيفا:"من أفشل الاتفاقات السابقة هي إسرائيل نفسها، واليوم تأتي الولايات المتحدة لتطلب من لبنان تنفيذ ما لم تلتزم به تل أبيب أصلًا".
ضعف الرديف الإقليمي يفاقم الضغوط
أشار الروسان إلى أن الضغط على حزب الله وعلى الدولة اللبنانية يتزامن مع تحولات إقليمية دقيقة، أبرزها الهجوم المستمر على إيران، والوضع غير المستقر في سوريا بعد غياب الحكم السابق، فضلًا عن تراجع الدعم العراقي في هذه المرحلة الحساسة، ما يجعل لبنان في موقع أكثر هشاشة، ويفقده أي "موقف إقليمي" كان يمكن أن يُوازن الضغوط.