دراسة جديدة: الأرض قد تمتلك 6 أقمار صغيرة تدور حولها

في مفاجأة علمية مثيرة، كشفت دراسة حديثة أن كوكب الأرض لا يملك قمرًا واحدًا فقط كما نعرف، بل قد يكون لديه ما لا يقل عن ستة أقمار صغيرة تدور في مدارات مؤقتة حوله.
ووفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن هذه الأقمار الصغيرة ليست سوى شظايا من سطح القمر الحقيقي انفصلت عنه بفعل اصطدامات عنيفة مع كويكبات، ونجحت في البقاء بالقرب من الأرض بسبب جاذبيتها.
مقذوفات قمرية تدور حول الأرض
الدراسة التي نُشرت في دورية Icarus المتخصصة في علوم النظام الشمسي، أكدت أن هذه الأجسام القمرية الصغيرة — التي يُطلق عليها "المقذوفات القمرية" — قد تتحول إلى أقمار مؤقتة للأرض إذا استقرت في مدارات قريبة.
وتشير التقديرات إلى أن قطر هذه الأقمار لا يتعدى مترين في المتوسط، وتتشكل بعد الاصطدامات التي تُطلق الغبار والحطام القمري، وبعضها يبقى في الفضاء ويدخل في مدارات مستقرة نسبيًا حول الأرض.
أقمار تبقى مؤقتًا ثم تختفي
غالبًا ما تبقى هذه الأقمار المصغّرة في المدار لفترة قصيرة، قبل أن تنجذب إلى الشمس أو تصطدم بالأرض أو القمر. ويحدث هذا التبادل بشكل دوري، ما يشبه بحسب وصف الباحثين "رقصة كونية"، تتغيّر فيها الأجسام وتتبادل مواقعها.
وقال الباحث روبرت جيديك من جامعة هاواي:"الأمر أشبه برقصة مربعة، حيث يتغير الشركاء بانتظام ويغادرون حلبة الرقص لفترة من الوقت أحيانًا".
وبحسب الدراسة، فإن حوالي 6.5 أجسام قمرية قطرها يزيد عن متر واحد يُعتقد أنها تدور حول الأرض في أي وقت.
اكتشاف قمرين يشبهان القمر الحقيقي
الدراسة الجديدة قلبت الفرضية السابقة التي اعتبرت أن جميع هذه الأقمار الصغيرة قادمة من حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، إذ كشفت تحاليل قمرين صغيرين حديثي الاكتشاف، هما كامو'واليوا و2024 PT5، أنهما يشبهان القمر الحقيقي من حيث التركيبة الصخرية.
فالقمر "كامو'واليوا"، الذي رُصد عام 2016، يعكس الضوء بنفس الطريقة التي يعكسها سطح القمر، كما أنه يتكوّن من صخور غنية بالسيليكات شبيهة بتركيب القمر.
2024 PT5.. القمر المؤقت الجديد
أما الجسم الثاني "2024 PT5"، فقد تم رصده في أغسطس 2024 عند دخوله مدار الأرض، حيث أظهر خصائص مشابهة للغاية للقمر، ما دفع العلماء لتصنيفه كـ**"قمر مؤقت ثانٍ"** بسبب حجمه الكبير وقربه من الأرض.
وقدّم علماء الفلك فرضية تقول إن هذا الجسم ربما كان في الأصل جزءًا من القمر الحقيقي قبل أن ينفصل عنه بفعل تصادم قديم.
النظرية التي تفسر وجود الشظايا القمرية
تعتمد هذه الفرضيات على ما يُعرف بـ "نظرية الاصطدام العملاق"، وهي الفرضية الأكثر شيوعًا حول نشأة القمر. وتفترض أن الأرض اصطدمت قبل نحو 4 مليارات سنة بجسم ضخم بحجم كوكب المريخ، مما تسبب بانفجار مواد تشكّل منها القمر لاحقًا.
وإذا كانت هذه النظرية صحيحة، فإن الشظايا التي تدور اليوم حول الأرض على شكل أقمار صغيرة، قد تكون في الحقيقة أحفاد القمر نفسه، ما يجعل الأرض "الجد الأكبر" لها.
خلاصة الدراسة
الأرض ليست وحدها مع القمر الذي نعرفه، بل هناك أجسام صغيرة قد تشارك في دورانها، وتشكل جزءًا من تاريخ القمر القديم نفسه، وهذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لفهم النظام القمري المحيط بكوكبنا، وتعزز من أهمية رصد الأجسام القريبة من الأرض في المستقبل القريب.