70 مليار جنيه استثمارًا.. «البوليفارد» نموذج استدامة وعولمة العقارات بالقاهرة

في خطوة بارزة تعزز مناخ الاستثمار في السوق المصري وتعيد الزخم لمفهوم تصدير العقار، أعلنت شركة "سمو" السعودية عن إطلاق مشروعها الأضخم في مصر تحت اسم "البوليفارد"، الواقع في مدينة مستقبل سيتي بشرق القاهرة، باستثمارات تصل إلى نحو 70 مليار جنيه مصري.

ويتوقع أن يُحقق المشروع إيرادات تفوق ملياري دولار خلال فترة تشغيله، ليكون واحدًا من أبرز الاستثمارات العقارية السعودية في مصر مؤخرًا، ويضم مجمعًا إداريًا وتجاريًا متكاملًا على طراز حديث، يمتد على مساحة كبيرة ضمن نطاق توسعات العاصمة الإدارية الجديدة، بحسب تقرير شبكة CNN بالعربية بتاريخ 23 يوليو.

ثقة المستثمر الخليجي

أكد النائب طارق شكري، رئيس غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، أن المشروع يعكس ثقة المستثمر الخليجي في الاقتصاد المصري، وخاصة في القطاع العقاري الذي أظهر مرونة في مواجهة التحديات.

وقال شكري:

"الاستثمار السعودي بهذا الحجم يدل على إدراك الشركات الخليجية لأهمية السوق المصري كوجهة آمنة، ويمثل دفعة قوية للاستثمار العقاري غير السكني، الذي تحتاجه القاهرة الكبرى في ظل تضخم الطلب على المساحات الإدارية والتجارية المنظمة."

وأضاف أن وجود المشروع في مدينة مستقبل سيتي يعزز التكامل مع العاصمة الإدارية، ويخلق مركز أعمال إقليميًا جديدًا، مشيرًا إلى أن دخول العملة الأجنبية من خلال بيع وتأجير وحدات المشروع قد يسهم مباشرة في دعم الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر.

"تصدير العقار" ونموذج الاستثمار المستدام

من جهته، وصف المهندس محمد البستاني، الخبير الاقتصادي، مشروع "البوليفارد" كنموذج حي لمفهوم "تصدير العقار"، حيث سيتم تسويق جزء كبير من وحداته لمستثمرين وشركات خليجية ودولية.

وأوضح البستاني أن السوق العقاري المصري يمتاز بعوامل جذب قوية منها الموقع الجغرافي الاستراتيجي، وتكلفة الإنشاء المنخفضة نسبيًا، والعائد الاستثماري المجزي، مضيفًا أن التسويق في معارض مثل دبي والرياض وجدة قد يرفع حصيلة المشروع الدولارية إلى أكثر من 2.5 مليار دولار، وهو رقم حيوي في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

تصميم مستدام ومتطور

وأكد مصدر مسؤول في شركة "سمو" السعودية، وفق بيان رسمي سابق، أن المشروع يهدف إلى تقديم منتج عقاري إداري وتجاري بمعايير عالمية، مع التركيز على عنصر الاستدامة والتكنولوجيا الحديثة في التصميم والإدارة، موضحًا أن "البوليفارد" سيكون واجهة عمرانية واستثمارية للمستقبل.

مستقبل الاستثمارات الخليجية في مصر

يأتي المشروع ضمن سياق توسع الاستثمارات الخليجية في مصر، خصوصًا عقب توقيع اتفاقيات استراتيجية بين البلدين لضخ رؤوس أموال في قطاعات متنوعة تشمل العقارات، اللوجستيات، السياحة، والتعليم.

ويعزز "البوليفارد" هذا التوجه، إذ لا يستهدف السوق المحلي فقط، بل يسعى لجذب رؤوس الأموال الأجنبية عبر استثمار عقاري مباشر وعوائد مستدامة.