الساعات الذكية وقياس التوتر بدقة.. الحقيقة الكاملة من دراسة حديثة

الساعات الذكية وقياس التوتر بدقة سؤال يتكرر هل يمكن للساعات الذكية قياس التوتر بدقة؟ سؤال يتكرر مع تزايد الاعتماد على الأجهزة القابلة للارتداء في متابعة الصحة النفسية. وبالرغم من أن بعض المستخدمين يرون فيها أداة دقيقة، فإن التساؤل يبقى مطروحًا: هل يمكن للساعات الذكية قياس التوتر بدقة؟ دراسة حديثة من جامعة لايدن أثارت الجدل مجددًا، مؤكدة أن هناك فجوة بين البيانات التي توفرها هذه الأجهزة والمشاعر الحقيقية للمستخدمين، ما يعيد طرح السؤال الأساسي: هل يمكن للساعات الذكية قياس التوتر بدقة؟ في ظل هذه التباينات؟
نتائج دراسة جامعة لايدن
أظهرت الدراسة، التي شارك فيها نحو 800 مستخدم على مدى 3 أشهر، أن هناك فجوة كبيرة بين ما تقيسه الساعات الذكية وبين ما يشعر به المستخدمون فعلًا. فبينما تعتمد الساعات الذكية على التغيرات في ضربات القلب، أظهرت البيانات أن هذا المعيار قد لا يكون كافيًا لتحديد الحالة النفسية بدقة. ويشير الباحثون إلى أن الاعتماد فقط على هذه المؤشرات قد يؤدي إلى نتائج مضللة في بعض الحالات.
لماذا تفشل الساعات الذكية في رصد التوتر بدقة؟

أكد الباحثون أن هل يمكن للساعات الذكية قياس التوتر بدقة؟ لا يمكن الإجابة عليه بنعم مطلقة، لأن الأجهزة تستند فقط إلى مؤشرات فيسيولوجية. يقول قائد الفريق البحثي إيكو فريد: "معدل ضربات القلب قد يتأثر بالحزن والقلق، لكنه أيضًا يتأثر بالسعادة والإثارة، وبالتالي لا يعكس دائمًا التوتر." وهذا يعني أن تحليل التغيرات الجسدية دون سياق عاطفي أو نفسي غير كافٍ لفهم الحالة المزاجية بدقة.
التباين بين البيانات الذاتية والموضوعية
تكشف الدراسة أن الاعتماد الكلي على الساعات الذكية لتقييم التوتر ليس كافيًا. فرغم أن البيانات تبدو "موضوعية"، إلا أن الواقع يظهر أن التقارير الذاتية للمستخدمين تقدم صورة أدق وأكثر شمولًا، وهو ما يطرح التساؤل مجددًا: هل يمكن للساعات الذكية قياس التوتر بدقة؟. ومن المهم أيضًا إدراك أن مشاعر التوتر معقدة ومتغيرة وتتأثر بعوامل بيئية ونفسية عديدة لا تلتقطها الأجهزة.
المستقبل: الجمع بين المصدرين
يرى الباحثون أن الحل الأمثل يكمن في الدمج بين ما توفره الأجهزة القابلة للارتداء وبين تجارب المستخدمين الفعلية. هذه المقاربة قد تكون مفتاحًا لتحسين دقة قياس التوتر وتعزيز موثوقية الساعات الذكية في مراقبة الحالة النفسية. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، قد نتمكن مستقبلاً من تصميم أدوات تحليل أكثر شمولية تجمع بين السلوك البيولوجي والنفسي.