في ذكرى يوليو.. فريدة الشوباشي: الشعب المصري كان الرهان الأكبر لنجاح الثورة

أكدت الكاتبة الصحفية وعضو مجلس النواب فريدة الشوباشي، أن ثورة 23 يوليو 1952 شكّلت نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر الحديث، حيث أعادت صياغة الهوية الوطنية المصرية على أسس من الكرامة، والحرية، ورفض الاستعمار والخضوع، وأسهمت في استعادة مصر لمكانتها الإقليمية والدولية، بعد عقود من التبعية والاحتلال.
البطل الحقيقي للثورة
وخلال لقائها في برنامج "اليوم" المذاع عبر قناة DMC، شدّدت فريدة الشوباشي على أن الشعب المصري كان هو الرهان الأكبر لنجاح الثورة، وقد كان عند حسن الظن، حيث شارك بوعي كامل وإرادة صلبة في دعم أهداف الثورة وتنفيذ قراراتها.
وأضافت فريدة الشوباشي: "الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لم يكن ليحقق هذه النقلة التاريخية لولا الدعم الشعبي الكامل... فالشعب هو الذي وقف خلف مشروع التحرر والاستقلال، وحمى مكاسب الثورة، وظل درعها الحقيقي في مواجهة التحديات."
ثورة تواجه المؤامرات
وكشفت فريدة الشوباشي أن المؤامرات التي استهدفت الثورة، بل واستهدفت مصر بشكل عام، لم تتوقف عند حدود مرحلة ما بعد يوليو، بل امتدت لعقود، لافتة إلى أن مشروع بناء السد العالي واجه عقبات ضخمة من محاولات الاغتيال والضغوط الدولية، إلا أن الإرادة الشعبية كانت أقوى من تلك التحديات.
وأشارت فريدة الشوباشي إلى أن بناء السد العالي لم يكن مجرد مشروع هندسي، بل كان رمزًا لصمود مصر واستقلال قرارها السياسي، مؤكدة أن الإرادة المصرية أثبتت قدرتها على مواجهة المؤامرات بإصرار لا ينكسر، وهو ما ينبغي أن نتذكره اليوم وسط تحديات العصر.
ثورة يوليو .. نموذج ألهم العالم
وأضافت فريدة الشوباشي أن ثورة 23 يوليو لم تكن مجرد حدث محلي، بل تحوّلت إلى نموذج ملهم لحركات التحرر الوطني في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، مؤكدة أن الشعوب الطامحة للحرية رأت في الثورة المصرية مثالًا حقيقيًا على قدرة الشعوب على صناعة مصيرها بإرادتها الحرة.
وتابعت فريدة الشوباشي: "ثورة يوليو قدمت للعالم صورة مشرفة لوطن يقوده شعبه، وليست قوى استعمارية أجنبية، وكانت بداية لاستعادة كرامة المصري داخل وطنه وخارجه."

الهوية الوطنية واستقلال القرار
وفي ختام حديثها، شددت فريدة الشوباشي على أن أهم ما رسّخته ثورة 23 يوليو هو إحياء الهوية المصرية الأصيلة، وترسيخ فكرة أن الاستقلال الحقيقي لا يتحقق إلا بإرادة شعبية جامعة، مؤكدًا أن دروس الثورة ما زالت حاضرة حتى اليوم، في كل معركة تخوضها الدولة من أجل الحفاظ على الأمن القومي، أو التصدي لأي تهديد خارجي أو داخلي.
ودعت فريدة الشوباشي إلى ضرورة تجديد الوعي الشعبي بالتاريخ الوطني، وغرس قيم الثورة في الأجيال الجديدة، باعتبارها المرجعية الأساسية لبناء دولة قوية تعتمد على سواعد أبنائها وإرادتهم.