بعد أنباء عن سرقة بعض مقتنيات مقبرة الملك الذهبي
حواس لـ "نيوز رووم": كارتر سرق 19 قطعة أثرية من مقبرة توت عنخ آمون

يُعد كشف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 122 عامًا مضت، أحد أهم الاكتشافات الأثرية في العالم قاطبة، حيث حاز هذا الكشف باهتمام إعلامي كبير، مع كل ما ارتبط به من صور للقطع الأثرية المبهرة، وحكايات أسطورية، وغيرها من أحداث، وقد تساءل البعض، هل كان هوارد كارتر مكتشف المقبرة من الأمانة حيث حافظ على كل القطع المكتشفة؟

ومن ناحيته، قال الدكتور زاهي حواس عالم المصريات المعروف والمحاضر العالمي، في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، إن تاريخ الاكتشافات المصرية يمتلئ بالمفاجآت وأحد أغرب ما قابلني هو واقعة سرقة هوارد كارتر، لمقبرة الملك توت عنخ آمون، حيث اغتصب كارتر من المقبرة 19 قطعة أثرية نادرة وأودعها في متحف المتروبوليتان في أمريكا.
وأشار حواس في تصريحاته إلى أنه استطاع استرداد تلك القطع والتي تم تسجيلها في عداد الآثار المصرية، وإيداعها في المتحف المصري بالتحرير، والآن سوف يتم عرضها في المتحف المصري الكبير بعد افتتاحه رسميًا.
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
في قلب وادي الملوك بالأقصر، وتحديداً في عام 1922، تكللت جهود البريطاني هوارد كارتر بالنجاح، مكتشفًا إحدى أعظم كنوز مصر القديمة، مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون، لم يكن هذا الاكتشاف مجرد حدث عادي، بل كان لحظة فارقة غيرت مسار علم المصريات وأسرت قلوب العالم أجمع.
بدأت رحلة كارتر بتمويل من اللورد كارنارفون، وبعد سنوات من التنقيب الشاق، لاح الأمل عندما عثر الصبي المصري حسين عبد الرسول، أحد أفراد فريق كارتر، على درجة سلم مدفونة في الرمال. قادت هذه الدرجة إلى مدخل مغلق يحمل أختامًا ملكية لم تُمس.
في 4 نوفمبر 1922، تم الكشف عن المدخل الأصلي للمقبرة، وفي 26 نوفمبر، قام كارتر بعملية الفتح الشهيرة، حيث حفر فتحة صغيرة في الباب الداخلي ورأى "عجائب رائعة" تحت ضوء الشمعة. كانت المقبرة سليمة تقريبًا، وهو أمر نادر للغاية في وادي الملوك الذي تعرض للنهب على مر العصور.
تضمنت المقبرة أربع غرف رئيسية: الدهليز (Antechamber) المليء بالأثاث والتحف، حجرة الدفن (Burial Chamber) التي احتوت على التابوت الذهبي والمومياء الملكية، الملحق (Annex) الذي ضم مجموعة كبيرة من الجرار والأواني، وأخيرًا حجرة الكنوز (Treasury) التي كانت تعج بالمقتنيات الثمينة والتوابيت الذهبية والأدوات الجنائزية.
استغرقت عملية استخراج ونقل الآثار سنوات عديدة، وكانت تتسم بالدقة والمهنية العالية للحفاظ على كل قطعة. لم يكشف اكتشاف توت عنخ آمون عن كنوز مادية فحسب، بل قدم أيضًا نافذة فريدة على الحياة الملكية، والمعتقدات الدينية، والممارسات الجنائزية في مصر القديمة خلال الأسرة الثامنة عشرة. استمرت الأهمية الأثرية للمقبرة في النمو مع كل اكتشاف، ولا تزال مصدر إلهام للدراسات والبحوث حتى يومنا هذا.