عاجل

الوجه الاخر لمبادرة "حياة كريمة".. محرك رئيسي لتدريب وتوظيف الشباب

فرص عمل
فرص عمل

 لم تعد مبادرة "حياة كريمة" مجرد مشروع لتطوير البنية التحتية في القرى الأكثر احتياجًا؛ بل أصبحت محركًا رئيسيًا لإعادة تشكيل خريطة التدريب المهني والتوظيف في مصربجانب جهود وزارة العمل ، فمن خلال نهجها الشامل الذي يركز على تمكين الفرد والمجتمع، تُسهم المبادرة بفعالية في سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب المصري في المناطق الريفية ويُعزز من قدراتهم على المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي.

من الإغاثة إلى التمكين.. تحول استراتيجي في "حياة كريمة"

في بدايتها، ركزت "حياة كريمة" على تحسين جودة الحياة من خلال توفير الخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحي والطرق لكن سرعان ما تطور مفهومها ليشمل تمكين الأفراد اقتصاديًا، إدراكًا بأن التنمية المستدامة لا تكتمل إلا بتحقيق الاستقلال الاقتصادي للأسر والمجتمعات. هنا يأتي دور التدريب المهني والتوظيف كعنصر حيوي في هذه المعادلة بالإضافة إلى جهود وزارة العمل في ملف التوظيف والتدريب .

تُقدم المبادرة برامج تدريبية مُصممة خصيصًا لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة، مع التركيز على المهن المطلوبة في القطاعات الواعدة مثل الصناعة، الحرف اليدوية، الزراعة الحديثة، التكنولوجيا، والطاقة المتجددة هذا النهج يضمن أن يكتسب المتدربون مهارات حقيقية تُمكنهم من الحصول على فرص عمل لائقة أو بدء مشاريعهم الخاصة.

محاور رئيسية لإعادة تشكيل التدريب والتوظيف

تعمل "حياة كريمة" على عدة محاور متكاملة لإحداث هذا التحول من بينها بناء وتطوير مراكز التدريب المهني لم تعد مراكز التدريب مجرد أماكن لتقديم دورات تقليدية، بل تحولت إلى مراكز مجتمعية للتعلم المستمر، مزودة بأحدث التجهيزات والمدربين المتخصصين، يتم بناء هذه المراكز وتجديدها في القرى المستهدفة، مما يسهل وصول الشباب إليها ويقلل من عوائق المسافة والتكلفة.

يتم تحديث المناهج التدريبية بانتظام لتتماشى مع المتطلبات الفعلية للسوق، بالتعاون مع الشركات والمصانع لضمان أن المهارات المكتسبة ذات صلة ومطلوبة هذا التعاون يضمن أن يتخرج المتدربون وهم مؤهلون للعمل فورًا.

لا يقتصر دور المبادرة على التدريب فقط، بل يمتد ليشمل ربط الخريجين بفرص عمل حقيقية. يتم ذلك من خلال تنظيم ملتقيات توظيف، وتوقيع بروتوكولات تعاون مع الشركات، بالإضافة إلى تقديم الدعم والمشورة للشباب الراغبين في بدء مشاريعهم الصغيرة، بما في ذلك توفير التمويل متناهي الصغر والتوجيه اللازم، وإدراكًا لأهمية التحول الرقمي، تُركز "حياة كريمة" على إدماج المهارات الرقمية في برامج التدريب المهني، مما يُعد الشباب لوظائف المستقبل ويُمكنهم من استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة في مجالات عملهم المختلفة.

تحديات وآفاق مستقبلية

على الرغم من النجاحات الباهرة، لا تزال هناك تحديات تتمثل هذه التحديات في ضرورة التوسع في البرامج لتشمل عددًا أكبر من المستفيدين، وضمان استدامة التمويل لهذه البرامج، بالإضافة إلى التكيف المستمر مع التغيرات السريعة في متطلبات سوق العمل.

في المستقبل، يُتوقع أن تُواصل "حياة كريمة" دورها كقوة دافعة للتنمية الشاملة في مصر، مع التركيز بشكل أكبر على الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان أن يكون التدريب المهني مُوجهًا بشكل كامل نحو احتياجات الصناعة الحقيقية هذه المبادرة لا تُعيد بناء القرى فحسب، بل تُعيد بناء الأمل والمستقبل لأجيال من الشباب المصري.

تم نسخ الرابط