دعاء ذي النون «لا إله إلا أنت سبحانك».. اعرف فضله وكيفية الاستجابة لك

بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، المقصود بقول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ}.
ما المقصود بقوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ}؟
يقول تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ}، أي ظن أن الله لن يضيّق عليه. لم يعتقد أن الله يعجز عن أن يأتي به، بل ظن أن الله سيمنحه الفسحة، كما اعتاد من ربه -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- من الإكرام وسعة الحال.
فقوله: {نَّقْدِرَ}، أي نضيق، لا بمعنى العجز، تنزَّه الله عن ذلك. {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ}، وهو في أحلك الظروف، قريب من الهلاك، ولا أمل يُرتجى. لم يحدث من قبل أن نجا أحد في مثل حالته؛ رجل ابتلعه الحوت، وهو في بطنه، لكنه لم ينسَ ذكر ربه، لا وهو يدعو الناس، ولا وهو يفرّ على متن السفينة، لا في لحظة الشدة، ولا في لحظة السَّعة، لا في الظلمات، ولا في ضوء الشمس والأنوار.
دعاء ذي النون «لا إله إلا أنت سبحانك»
يوضح علي جمعة دعاء ذي النون عليه السلام:{أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، نبيٌّ مقرب يصف نفسه بالظلم أمام ربه. فما بالك أيها العبد تتكبر على ربك، وتظن أنك لم تعصه قط، وتعتقد أنك دائمًا على الصراط المستقيم؟ ارجع إلى ربك، وحاسب نفسك قبل أن تُحاسب.
الاستجابة لنبي الله يونس
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}، لم يكن وحده من استجاب الله له، بل هذا منهج عمل لكل مؤمن. القرآن يخاطبك، وهو كنز بين يديك؛ فتدبره كما أمرك الله بالتدبر.
وأوضح هذه أوامر ربنا - سبحانه وتعالى - بالصبر. اصبر على عملك، وأدّه كما ينبغي؛ فإن "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل". واصبر على الناس، ولا تكن إمعة تقول: "أنا مع الناس، إن أحسنوا أحسنت، وإن أساؤوا أسأت".
واصبر في دعائك، ولا تقطعه أبدًا، ولا تستعجل الإجابة. واصبر على البلاء، ولا تضعف أمام عقيدتك ودينك. فإن الله - سبحانه وتعالى - يحشر الأنبياء يوم القيامة، ومنهم نبي ليس معه أحد، وهو الذي كان على الحق والناس على الباطل.
وشدد علي جمعة: اصبر على العمل لله، وعلى عمارة الدنيا، وعلى تزكية النفس. لا تتزحزح، ولا يغرنّك حالٌ لا يرضي الله ورسوله. واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل.