خالد أبو بكر: أزمة راغب علامة تكشف تناقض نظرة المجتمع للفن |فيديو

أعرب خالد أبو بكر، المحامي الدولي والإعلامي، عن دهشته من حالة الجدل الكبيرة التي أثيرت مؤخرًا بسبب الحفل الذي أحياه الفنان اللبناني راغب علامة في الساحل الشمالي، مشيرًا إلى أن قرار توقيفه عن الغناء والتحقيق معه بعد صعود عدد من المعجبات إلى المسرح، يعكس حالة تناقض مجتمعي في النظرة للفن والفنانين.
وفي تصريحات له خلال تقديمه برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، أكد خالد أبو بكر أن راغب علامة فنان مرموق وله تاريخ طويل في الوطن العربي، وأن ما جرى خلال الحفل كان طبيعيًا ولم يتضمن أي مخالفة مباشرة أو إساءة صريحة من قِبل الفنان.
التنظيم لا يقع على الفنان
وأوضح أن راغب علامة كان يؤدي فقرته الغنائية بشكل طبيعي، ممسكًا بالميكروفون، بينما صعدت بعض المعجبات إلى المسرح بشكل عفوي وتلقائي، وهو تصرف لا يمكن تحميل الفنان مسؤوليته بشكل مباشر، مشددًا على أن تقدير هذا السلوك يجب أن يكون متروكًا للجمهور والمنظمين، وليس مجالًا للمحاسبة القانونية أو العقوبات الرسمية.
وتساءل خالد أبو بكر: "ما هو الخطأ الذي ارتكبه راغب علامة؟ وهل كان يمكن مطالبته بعدم تكراره؟ وإن كان هناك تجاوز، فهل كان من الفنان نفسه، أم من الجمهور، أم من الجهة المنظمة؟"، معتبرًا أن ما جرى يكشف ازدواجية في فهم المجتمع لطبيعة العمل الفني وحدود الحرية العامة.
أزمة مفتعلة وتضخيم إعلامي
وانتقد تعامل بعض الجهات الإعلامية مع الموقف، قائلًا: "كان من الممكن احتواء الواقعة بهدوء، عبر التواصل مع منظمي الحفل والفنان نفسه، وتنبيههم إلى أهمية تنظيم الحضور ومنع صعود الجمهور إلى المسرح"، مؤكدًا أن الأزمة تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه، ووصلت إلى حد التحقيق مع الفنان، ما أدى إلى انتشارها في وسائل الإعلام العربية بشكل سلبي.
وأضاف خالد أبو بكر أن التعامل مع تلك الواقعة كان يمكن أن يكون أكثر رصانة واحترافية، خاصة في ظل معرفة الجميع بطبيعة حفلات النجوم وتأثيرها الكبير على الجماهير.
الفن جزء من المجتمعات
في ختام تصريحاته، شدد خالد أبو بكر على أهمية التعامل المتوازن مع أخبار الفنانين والمشاهير، موضحًا أن الفن يمثل جزءًا كبيرًا من الهوية الثقافية والاجتماعية، ولا ينبغي أن يُحاكم بمعايير قاسية أو مزدوجة.
وقال: "ما يحدث مع الفنانين في العالم العربي يتم تداوله بسرعة، ويجب أن نكون أكثر وعيًا بطبيعة التأثير الفني والجماهيري، وأن نتجنب إثارة الأزمات غير المبررة"، مؤكدًا أن مثل هذه الحوادث يجب أن تُعالج بالحكمة لا بالصدام، حفاظًا على صورة الفن العربي وعلى احترام النجوم الذين طالما أسعدوا الجمهور بأعمالهم.

دعوة لضبط التوازن
وختم خالد أبو بكر حديثه برسالة إلى الجهات المنظمة والرقابية، مفادها أن المطلوب هو ضبط الأداء التنظيمي دون المساس بكرامة الفنان أو تضخيم المواقف الفردية، لافتًا إلى أن التعامل الهادئ والمحترف مع المواقف المشابهة هو ما يضمن الاحترام المتبادل بين الجمهور، الفنان، والجهات المنظمة، دون أن يتحول الحدث الفني إلى مادة للأزمات.