مركز الجليل للدراسات: ما يحدث في غزة عملية إبادة ممنهجة للشعب الفلسطيني

تناول الدكتور أحمد شديد، رئيس مركز الجليل للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مجريات الأحداث في قطاع غزة والتطورات الميدانية والسياسية المتلاحقة، مشيرا إلى أن ما يحدث في قطاع غزة حالياً يعكس فشلاً ذريعاً في الأداء الدولي، سواء من الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن هذه المنظمات لم تحقق أهدافها الرئيسية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وخاصة القضية الفلسطينية.
الاحتلال الإسرائيلي: إبادة ممنهجة
واعتبر دكتور أحمد شديد خلال تصريحاته عبر قناة إكسترا نيوز أن ما يحدث في قطاع غزة هو عملية إبادة ممنهجة يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، مذكراً بما حدث في يوغسلافيا في حرب الصرب قبل 30 عامًا، حيث ألهمت تلك الأحداث تطوير نظريات جديدة في العلاقات الدولية، إلا أن الوضع في غزة لم يحرك ساكنًا على المستوى الدولي أو الإقليمي، مما يعكس عجزًا وخذلانًا دوليًا تجاه معاناة الفلسطينيين.
الحكومة الإسرائيلية والحرب الداخلية
فيما يخص التصعيد الإسرائيلي المتوقع في حال فشل محادثات وقف إطلاق النار، أكد دكتور أحمد أن المعركة الحقيقية لا تدور في قطاع غزة بل هي داخل حكومة بنيامين نتنياهو وأروقة الكنيست، مشيرا إلى أن الحرب الداخلية في إسرائيل تتجلى في الصراع على البقاء السياسي لحكومة نتنياهو، التي تسعى لتقديم أوراق اعتماد لحلفائها من الأحزاب الدينية في إسرائيل، مثل شاس ويهودوت هتوراه، لضمان استمرار الدعم السياسي لحكومته.
وأشار دكتور أحمد إلى أنه من غير المستغرب أن يقوم نتنياهو بتصعيد الأوضاع في غزة بهدف تعزيز مكانته داخل الحكومة، وتقديم مبررات لاستمرار الحصار والتصعيد العسكري، موضحا أن هذا التصعيد يترجم إلى إزهاق أرواح الفلسطينيين في غزة، في حين يظل الوضع السياسي الداخلي الإسرائيلي هو المحرك الأساسي للأحداث.
المفاوضات: العودة إلى المربع الأول
أما بالنسبة لمفاوضات وقف إطلاق النار، اعتبر دكتور أحمد أن التعثر المستمر في التوصل إلى اتفاق يعود إلى التراجع الإسرائيلي في التفاهمات السابقة، والتي كانت قد تأثرت بشكل مباشر من تغيير موقف سموتريتش، وزير المالية في الحكومة الإسرائيلية، الذي تراجع عن دعم الصفقة بين نتنياهو وترامب.
هذا التراجع، كما أكد دكتور أحمد، أدى إلى عودة المفاوضات إلى المربع الأول، حيث تم طرح بعض القضايا التفصيلية التي كانت قد تم الاتفاق عليها سابقًا. وقال إن الجانب الإسرائيلي هو المسؤول عن تجميد التقدم في المفاوضات، حيث رفض العديد من البنود التي كانت قيد النقاش، مما أعاد الأمور إلى مرحلة الفشل.
إسرائيل: الحرب من أجل البقاء السياسي
وأشار دكتور أحمد إلى أن استمرارية حكومة نتنياهو هي التي تعتمد بشكل كبير على استمرار العدوان على غزة، وأن الحكومة باتت أسيرة للأحزاب الدينية، التي تشترط تكثيف الحرب لتأمين استقرارها، وبذلك، يتحول غزة إلى ساحة حرب ليس فقط من أجل الأمن الإسرائيلي، بل من أجل بقاء حكومة نتنياهو نفسها.