أحمد الفاتح لــ«نيوز رووم»: لا تدخل العلاقة هربًا من الوحدة
قال أحمد الفاتح، استشاري العلاقات الإنسانية، إن الكثيرين اليوم يدخلون في علاقات عاطفية أو زواج ليس بدافع الحب أو التفاهم الحقيقي، بل كوسيلة للهروب من الوحدة والشعور بالفراغ النفسي، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة أصبحت من أخطر المشكلات التي تواجه العلاقات العاطفية في الوقت الحالي.
الهروب من الوحدة سبب رئيسي وراء الدخول في علاقات غير صحية
أوضح أحمد الفاتح، خلال ندوة لـ«نيوز رووم»، أن الكثير من الأشخاص لا يتحملون العيش وحيدين أو الشعور بعدم وجود من يشاركهم حياتهم، ما يدفعهم إلى البحث عن علاقة بسرعة حتى لو كانت غير مناسبة.
وأضاف: "بعض الفتيات أو الشباب الذين يعيشون في بيئة تضغط عليهم، مثل البيت العائلي، يلجؤون إلى الارتباط كوسيلة للهرب من الضغوطات التي يعانونها، لكن هذا الحل قد يؤدي إلى مشاكل أكبر".
علاقة مبنية على الهروب
وأكد استشاري العلاقات الإنسانية، أن العلاقات التي تبدأ هربًا من الوحدة تكون معرضة للانهيار سريعًا، لأن أساسها ليس محبة أو تفاهم بل حاجة مؤقتة لشغل الفراغ النفسي.
وقال: "هذه العلاقات تظلم الطرفين لأنها لا تقوم على أسس صحيحة مثل الاحترام والرحمة والتفاهم، بل على شعور سلبي بالاحتياج، مما يجعلها عرضة للمشاكل الكبيرة".
الوحدة ليست عدوًا
أشار الفاتح إلى أن بناء العلاقة على أساس الوحدة أو محاولة الهروب منها هو أمر خاطئ وخطير، مردفًا: "الهروب من الوحدة بالطبع يحمل طاقة سلبية تدخل بها العلاقة، ويظن البعض أن الارتباط سيحل مشاكلهم النفسية، لكن الحقيقة أن ذلك ليس صحيحًا على الإطلاق".
لا علاج لمشاعر الفراغ والضيق
وحذر أحمد الفاتح من مغبة الاعتقاد بأن الزواج أو الارتباط يعالجان الوحدة أو المشاكل النفسية، مشددًا على أن العلاقة العاطفية مسؤولية كبيرة تحتاج إلى نضج نفسي واستقرار داخلي، موضحًا: "الجواز سيزيد من المشاعر السلبية التي تعانيها إذا لم تكن جاهزًا نفسيًا، فهو ليس علاجًا للوحدة أو القلق، بل يزيدها في كثير من الأحيان".
نصيحة أحمد الفاتح
في ختام حديثه، دعا الفاتح الجميع إلى العمل على بناء حب الذات والاستقرار النفسي قبل الدخول في أي علاقة، مؤكدًا أن العلاقة الصحية تبنى على أسس قوية من الحب والتفاهم وليس على الهروب من المشاعر الداخلية: "لا تهرب من وحدتك بالارتباط أو الزواج، بل اجعل علاقتك انعكاسًا لنضجك النفسي واستقرارك الداخلي، وهنا فقط تستطيع أن تبني علاقة ناجحة ومستقرة".
