جيهان جادو: روسيا تكثف هجماتها لفرض واقع جديد قبل المفاوضات الأوكرانية

تحدثت الدكتورة جيهان جادو، المحللة السياسية وعضو المجلس المحلي بمدينة فرساي، عن التطورات الأخيرة في الأزمة الأوكرانية، مشيرة إلى تكثيف روسيا لهجماتها في محاولة لفرض سيطرتها على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي قبل الدخول في جولة مفاوضات محتملة.
وفي مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، أوضحت جادو أن الهجمات الروسية المكثفة ليست عشوائية، بل تأتي ضمن خطة مدروسة لزيادة الضغط على الجانب الأوكراني، مضيفة: "روسيا تسعى لاستغلال الوقت قبل المفاوضات لتعزيز موقفها العسكري والسياسي، من خلال السيطرة على مناطق استراتيجية داخل أوكرانيا".
شروط روسيا التفاوضية
وأشارت إلى أن هذا الأسلوب يهدف إلى تحسين شروط روسيا التفاوضية، حيث تسعى لفرض شروطها على كييف عبر استغلال الأراضي التي تستحوذ عليها عسكريًا، ما يشكل ورقة ضغط قوية خلال المحادثات القادمة. وأضافت: "الهدف هو إجبار أوكرانيا على القبول بواقع السيطرة الروسية على تلك الأراضي، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على مسار السلام وأي اتفاق مستقبلي".
وتابعت جادو أن المشهد الحالي يعكس تعقيدات كبيرة في الأزمة، خاصة مع تباين المواقف الدولية وتداخل المصالح، مؤكدة أن أي جولة مفاوضات ستتطلب تنازلات صعبة من الطرفين، في ظل استمرار القتال على الأرض.
وقالت المحللة السياسية قائلةً: "الوضع الراهن يشير إلى أن الحل السياسي ما يزال بعيدًا، وأن روسيا تواصل استخدام القوة كوسيلة لفرض إرادتها، مما يزيد من تعقيد فرص السلام في المنطقة".
هل يتكرر السيناريو الفنلندي؟
وفي سياق الحديث عن إمكانية حدوث سيناريو مشابه للسيناريو الفنلندي في الحرب العالمية الثانية، أوضحت جادو أن هذا الاحتمال يبقى قائمًا، رغم صعوبة التكهن، مضيفة:"من الممكن أن يتكرر السيناريو الفنلندي، لكن لا يمكن الجزم بذلك، فكل حالة حرب لها خصوصياتها وظروفها المختلفة، ومع ذلك، يبقى هذا السيناريو مطروحًا على الطاولة.
وأشارت إلى أن الهدف الأساسي لأي دولة في نزاع عسكري هو تعظيم مصالحها، سواء عبر توسيع سيطرتها العسكرية أو من خلال استراتيجيات دبلوماسية تدفع الطرف الآخر إلى التنازل عن بعض مطالباته، مؤكدا على أنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، ستستمر كل الأطراف في استخدام ورقات الضغط.
مفاوضات روسية أمريكية.. خطوة نحو السلام أم تعقيد إضافي؟
أما فيما يخص التقارير التي تتحدث عن قمة محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، أكدت جادو أن هذه الخطوة إذا تمت قد تكون مفيدة، لكنها تبقى محاطة بالكثير من التعقيدات، مشيرة إلى إن إجراء قمة بين الرئيسين الروسي والأمريكي خطوة جيدة إذا تم تحقيق نقطة توافق، حيث يمكن أن تكون بداية لتقليص حدة التوترات.