خبير دولي: الاتفاق النووي الإيراني قد يساهم في استقرار أسعار النفط العالمية

علق الدكتور محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، على تداعيات الاتفاق النووي المحتمل بين إيران والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى الأهمية الكبيرة لهذا الاتفاق في تعزيز استقرار أسواق النفط العالمية وأمن الطاقة في المنطقة.
وأوضح الدكتور ربيع في مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز" أن إيران تُعد من كبار منتجي النفط في العالم، وتمتلك طاقات تصديرية ضخمة، ما يجعل عودة الاتفاق النووي فرصة حيوية لزيادة إمدادات النفط في الأسواق الدولية، خصوصًا بعد تأثر صادراتها سابقًا بسبب العقوبات.
وأضاف أن رفع القيود عن إيران سيسهم في استقرار حركة الملاحة في الخليج، وحفظ تدفق النفط الحيوي عبر المنطقة، مما سينعكس إيجابيًا على استقرار الأسعار عالميًا.
أسواقًا جديدة
وأشار الباحث إلى أن الاتفاق النووي قد يفتح أمام إيران أسواقًا جديدة لتصدير نفطها، تتجاوز الأسواق الأوروبية التقليدية التي شهدت تراجعًا عقب انهيار الاتفاق السابق. وأضاف أن هذا التوسع في الأسواق سيعزز من فرص التعاون التجاري ويقلل من الضغوط على إمدادات الطاقة العالمية.
ومع ذلك، أوضح الدكتور ربيع أن المشهد السياسي الحالي يشهد تصعيدًا في الخطاب بين طهران وواشنطن، مشيرًا إلى تصريحات متبادلة بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين، مثل عباس عرقجي ودونالد ترامب، والتي لا توحي بوجود أفق قريب للتوصل إلى اتفاق. وأضاف أن الضربات الأمريكية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية تزيد من تعقيد المفاوضات، وتقلل من فرص التوصل إلى تسوية شاملة في عام 2025.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن استقرار أسعار النفط يرتبط بشكل مباشر بمدى نجاح المفاوضات النووية، وأن أي تأجيل أو فشل في الاتفاق قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسواق، وهو ما يستدعي حوارًا دبلوماسيًا مستمرًا لتجنب التصعيد وحماية مصالح جميع الأطراف.
مواجهة الضغوط
وأكّد أن التقارير الأمريكية التي أفادت بأن الضربات العسكرية لم تؤثر إلا على منشأة واحدة من منشآت الطرد المركزي في إيران، أظهرت قدرة إيران على مواجهة الضغوط وإفشال بعض الضربات، حيث تمكنت من إخراج اليورانيوم المخصب قبل الهجمات.
كما لفت إلى أن إيران تتمسك ببرنامجها النووي وترفض التخلي عنه، ما يجعل المفاوضات أكثر تعقيدًا في ظل رفض طهران تقديم أي تنازلات، وتابع قائلاً: "إذا استمرت هذه المواقف المتباينة بين الطرفين، سيكون من الصعب التوصل إلى حل مرضٍ لجميع الأطراف".
دور الوساطة.. ضرورة وجود أطراف محايدة
وأكد الدكتور ربيع على أن الوصول إلى اتفاق نووي يتطلب وجود وسطاء فاعلين لضمان استقرار المنطقة، مشيرا إلى أن الوساطة من بعض الدول المحورية مثل مصر قد تلعب دورًا حيويًا في هذا الملف، كونها تمتلك علاقات جيدة مع كافة الأطراف المعنية في الشرق الأوسط ولها دور كبير في ضمان توازن القوى في المنطقة
وانهى تصريحاته:"لن تتحقق أي ضمانات لأمن المنطقة إلا من خلال تدخل أطراف محايدة تعمل على تقليص الفجوات بين إيران والدول الغربية".