خبير علاقات دولية: عودة الاتفاق النووي الإيراني يهدد أمن الخليج

في ظل التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، تناول الدكتور محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، خلال مداخلة تلفزيونية على قناة "إكسترا نيوز"، تحليلاً معمقًا حول المكاسب والمخاطر المحتملة الناتجة عن عودة الاتفاق النووي الإيراني، ومدى تأثير ذلك على أمن منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام.
تخفيف حدة التوترات
وأوضح الديهي أن الاتفاق النووي الإيراني يشكل فرصة مهمة لتخفيف حدة التوترات في المنطقة، خاصة في ظل التصريحات المتكررة التي تتحدث عن احتمالات تصعيد عسكري، بما في ذلك التهديدات الأمريكية بشن ضربات ضد إيران.
وأشار إلى أن العودة إلى الاتفاق قد تساهم بشكل فعّال في تقليص النفوذ الإيراني الذي تمارسه طهران عبر أذرعها في بعض الدول العربية، وهو ما يُعد خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
إعادة إحياء الاتفاق
وفيما يتعلق بالمكاسب المحتملة، أكد الباحث أن إعادة إحياء الاتفاق ستحد من قدرة إيران على تطوير برامج نووية عسكرية، كما ستعيد فتح قنوات الحوار والمفاوضات الدبلوماسية التي تهدف إلى نزع فتيل الأزمة المتصاعدة. هذا بالإضافة إلى إمكانية الحد من الصراعات المسلحة التي قد تؤثر على أمن الملاحة في مضيق هرمز، والذي يعد شريانًا حيويًا لحركة النفط والتجارة العالمية.
ضمانات واضحة لأمن دول الخليج العربي
على الجانب الآخر، حذر الدكتور ربيع من مجموعة من المخاطر التي قد تنجم عن هذه العودة، مشددًا على ضرورة أن تتضمن أية تسوية ضمانات واضحة لأمن دول الخليج العربي، حيث إن أي غياب لهذا الجانب قد يؤدي إلى استمرار التوترات في المنطقة. وأشار إلى أن مضيق هرمز لا يزال نقطة ضعف استراتيجية، وأن أي تصعيد فيه قد يعطل حركة الملاحة الدولية، مما سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي.
كما أشار الباحث إلى بقاء احتمالات الهجمات الإسرائيلية على إيران واردة، لا سيما في ظل التصعيد المستمر بين الطرفين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم التوترات وزيادة عدم الاستقرار الإقليمي.
وفي ختام مداخلته، نوه الدكتور ربيع إلى أن المنطقة تواجه خطر تصعيد محتمل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق متوازن يعكس مصالح جميع الأطراف ويضمن الأمن والاستقرار. وشدد على أن الحلول الدبلوماسية هي الخيار الأمثل لتفادي السيناريوهات العسكرية، مشيرًا إلى أن نجاح الاتفاق يتطلب إرادة سياسية حقيقية والتزامًا من جميع الأطراف المعنية.
وأكد أن المستقبل القريب قد يشهد تحولات حاسمة في مسار الاتفاق النووي الإيراني، مؤكداً أن التوصل إلى توازن دبلوماسي يحفظ أمن المنطقة ويحول دون تصعيد عسكري محتمل، يمثل السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.