من ورث المهنة إلى صانع البهجة.. «سلامة» يحول الفاكهة إلى لوحات فنية

في شارع السنترال العمومي بمنطقة "النعناعية" بمدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، لا يلفت الأنظار فقط صوت البائعين، بل فن في طبق فاكهة يقدمه شاب عرفه أهالي المنطقة باسم "سلامة ابن العمدة".
الشاب الثلاثيني، سلامة محمد سلامة، لم يكن مجرد فكهاني ورث المهنة عن والده وجده، بل قرر أن يمنح مهنته القديمة نفسًا جديدًا، وطابعًا فنيًا مبتكرًا، ليصنع من كل "صينية فاكهة" لوحة تنبض بالحياة، وتضاهي في جمالها تنسيقات المطاعم الفاخرة.
من المهنة إلى الرسالة
يقول سلامة:" أبويا علمني إن البيع مش بس شغل.. ده حب وعطاء. كل طبق فاكهة بطلعه هو رسالة حب لروح أبويا، اللي علمنا إن اللي يزرع حب، يحصد رزق."
من خلال تنسيق دقيق لألوان الفاكهة وأشكالها، وتحويل كل مكون إلى عنصر فني، أصبح "طبق الفاكهة" عند سلامة أشبه بتحفة مرسومة بيد عاشق لمهنته. يستخدم أصنافًا موسمية متنوعة كالكنتالوب، والبطيخ، والخوخ، ويضيف إليها لمسة جمالية مستوحاة من الإنترنت، ومطعمة بروحه الخاصة.
إشادة شعبية وانتشار واسع
ما يقدمه سلامة لم يمر مرور الكرام؛ فقد تحولت أطباقه إلى حديث الأهالي في النعناعية، خصوصًا خلال المناسبات والعزائم.
يقول أحد زبائنه:" فاكرها إعلان في التلفزيون! بس الحقيقة إن ده شغل سلامة ابن العمدة، اللي بيشتغل من قلبه."
فيما تضيف إحدى السيدات:" مش بس فكهاني.. ده فنان، كل مرة ليه فكرة جديدة، وشغله كله ضمير."
الإبداع لا يحتاج شهادات
رغم أن سلامة لم يحصل على شهادات أكاديمية في الفن أو التصميم، إلا أنه أثبت أن الإبداع لا يحتاج إلا إلى شغف، وضمير حي، ووفاء للأصل.
في كل طبق فاكهة، يضع بصمته، ويروي حكاية امتداد بين جيلين، ومسيرة يواصلها بإخلاص وحب وابتكار.
فن في طبق.. ورسالة حب من الشارع
اختار "سلامة ابن العمدة" أن يُجسد الوفاء لوالده، ويعكس حبه للناس، من خلال شيء بسيط كالفاكهة، لكنه أخرجه بشكل جعل المارّ في الشارع يتوقف، لا ليشتري فقط، بل ليلتقط صورة، أو يبتسم، أو يسأل: "مين اللي عمل ده؟"
الجواب دائمًا سيكون:
"سلامة ابن العمدة.. فكهاني بدرجة فنان."