أكثر من 35 شهيدًا منذ ساعات الفجر فقط..
الاحتلال يواصل قصف المدنيين.. وأوامرالإخلاء تتفاقم في ديرالبلح

أكد بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من مدينة دير البلح، أن الأوضاع في قطاع غزة تزداد سوءًا مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في قصفه المكثف واستهدافه للمواطنين في عدة مناطق من القطاع، موضحا أن مجزرة دامية وقعت في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، أسفرت عن استشهاد نحو 16 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، لترتفع الحصيلة إلى أكثر من 35 شهيدًا منذ ساعات الفجر فقط، مشيرا إلى سقوط شهداء آخرين في رفح وخان يونس، بينهم مواطنون قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات الأميركية، في مشهد يعكس عمق الأزمة الإنسانية.
الوضع في قطاع غزة
وأوضح جبر خلال رسالة على الهواء، أن هذه الجرائم تأتي في ظل استمرار إغلاق معابر القطاع من قبل الاحتلال منذ أكثر من 143 يومًا، ما تسبب بمجاعة حقيقية وتدهور كارثي في الأوضاع المعيشية، خصوصًا للأطفال الذين بدأوا يفقدون حياتهم جراء نقص الغذاء والدواء، مضيفا أن هناك تصعيدًا في أوامر الإخلاء، خاصة في المناطق الجنوبية من دير البلح، وسط عمليات قصف متواصلة تدفع السكان للنزوح القسري.
وأشار بشير جبر إلى أن مئات العائلات اضطرت للهروب من مناطقها والاتجاه نحو الشمال، حيث أقاموا خيامًا مؤقتة في ظروف إنسانية بالغة القسوة، لافتا إلى أن مشاهد النزوح الجماعي باتت يومية، فيما يواصل الاحتلال استهدافه للمدنيين دون تمييز، ضاربًا بكل القوانين الإنسانية والدولية عرض الحائط.
في سياق متصل ،أكد الدكتور نزار نزال، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن ما يحدث اليوم في قطاع غزة يفوق كل كوارث التاريخ الحديث، مشيرًا إلى أن التقارير التي صدرت صباح اليوم "مفزعة ومرعبة بكل المقاييس".

مجاعة صامتة تحصد أرواح المدنيين
وأوضح نزال في تصريح خاص لموقع "نيوز رووم"، أن نحو 650 ألف طفل فلسطيني داخل غزة يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد، في ظل انعدام الغذاء والماء والدواء بشكل شبه تام.
وتابع:نحن لا نتحدث فقط عن مجاعة، بل عن مذبحة صامتة تُنفذ بالجوع لا بالرصاص، في ظل عجز عالمي وصمت أخلاقي، مشيراً إلى وجود 300 ألف فلسطيني بالغ معرضين للموت المفاجئ في أي لحظة، إضافة إلى أكثر من 70 ألف شهيد حتى الآن، بينهم 59 ألفًا موثقين رسميًا، وأكثر من 11 ألف مفقود لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة.

منظومة العدالة الدولية "انهارت"
وانتقد نزال المؤسسات الدولية بشدة، مؤكدًا أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية فقدت قيمتها تمامًا، واصفًا المحكمة بأنها لم تعد أكثر من شرطي مرور يحمل صفارة، لا يملك سلطة حقيقية لإيقاف الكارثة.

إسرائيل تتحول إلى مافيا بلا أخلاق
ووصف نزال السياسات الإسرائيلية بأنها انحدار أخلاقي غير مسبوق، مؤكدًا أن إسرائيل لم تعد دولة بل عصابة مافيا لا تكترث لأي صوت في العالم". وأوضح إن أكثر من 150 إلى 170 ألف مصاب داخل غزة يعيشون بلا رعاية صحية حقيقية، وإن 60 إلى 70% من السكان خرجوا عن الحياة الفاعلة بسبب الحصار والدمار.
واختتم الدكتور نزال تصريحه بالدعوة إلى موقف عربي حازم يتجاوز الإدانة اللفظية، ويصل إلى التلويح باستخدام أوراق الضغط الحقيقية، بما فيها لغة القوة والمصالح ،مضيفًا إن لم يتم التحرك خلال أسبوع، فإن غزة قد تشهد إبادة جماعية بالجوع، يسجلها التاريخ كأحد أكثر مشاهد الخذلان العربي والدولي.