في ذكرى ميلادها.. وردة الجزائرية "زهرة الطرب" التي لا تذبل

تحل اليوم، الثلاثاء 22 يوليو ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، إحدى أبرز أيقونات الطرب العربي بكل ما تحمله الكلمة من شجن وحنين، التي وُلدت في مثل هذا اليوم من عام 1939 بالعاصمة الفرنسية باريس، لأب جزائري وأم لبنانية، قبل أن تُصبح لاحقًا واحدة من أعذب الأصوات النسائية التي خطفت أسماع وقلوب الملايين في العالم العربي.
من هي وردة الجزائرية؟
وردة لم تكن مجرد مطربة تؤدي الأغنية، بل حالة فنية متكاملة، جمعت بين الصوت الطروب، والإحساس العالي، والحضور الآسر، والقدرة على غناء كل الألوان الغنائية من الطرب الكلاسيكي إلى الرومانسي وحتى الأغنية الوطنية، في مشوار فني امتد لعقود وخلّد اسمها بين الكبار.
بدأت وردة الغناء في سن صغيرة بفرنسا، حيث كانت تدير أسرتها ملهى ليليًا فنيًا في الحي اللاتيني، وهناك بدأت أولى تجاربها، لكنها سرعان ما انتقلت إلى العالم العربي لتخطّ أولى خطواتها الفنية الجادة، حين دعاها المخرج المصري حلمي رفلة إلى القاهرة عام 1960، ليقدّمها لأول مرة في السينما المصرية بفيلم "ألمظ وعبده الحامولي"، حيث أدّت مجموعة من الأغنيات التي كانت جواز مرورها إلى قلوب الجماهير، مثل "روحي وروحك حبايب" و"اسأل دموع عنيا".
لكن النقلة الحقيقية في حياة وردة الفنية والإنسانية، جاءت من خلال تعاونها مع الموسيقار الراحل بليغ حمدي، الذي لم يكن مجرد ملحن لأغانيها، بل شريكًا في حياة فنية وإنسانية امتزج فيها الحب بالفن، فأثمرت هذه الشراكة عن مجموعة من أنجح وأهم الأغاني في تاريخ الغناء العربي، من بينها "أكذب عليك"، "بتونس بيك"، "في يوم وليلة"، و"خليك هنا"، إلى جانب عدد كبير من الأغاني الوطنية والعاطفية التي شكّلت وجدان الجمهور، مثل "العيون الكواحل" و"ليالينا" و"حرّمت أحبك".
وبالرغم من اعتزالها المؤقت بعد الزواج، فإن وردة عادت إلى الساحة بقوة، بدعوة رسمية من الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، لإحياء الذكرى العاشرة لاستقلال الجزائر، لتُشعل المسرح بحضورها، وتُعلن عودتها بقوة إلى الساحة الغنائية، وتُؤكد أن صوتها باقٍ لا يغيب.
وقدمت وردة على مدار حياتها أكثر من 300 أغنية، إلى جانب عدد من الأعمال السينمائية مثل "حكايتي مع الزمان"، و"صوت الحب"، و"لماذا أعيش؟"، وشاركت أيضًا في مسلسلات تلفزيونية، منها "أوراق الورد" و"آن الأوان"، تاركة بصمتها الخاصة أينما ظهرت.
ورغم رحيلها عن عالمنا في 17 مايو 2012 عن عمر ناهز 73 عامًا، فإن وردة ما زالت حية في وجدان الملايين، تُردد الألسنة أغنياتها، وتُضيء الإذاعات والبرامج التليفزيونية بأعمالها التي لا تعرف النسيان.
في ذكرى ميلادها، تتجدد مشاعر الحب والامتنان لصوت شكّل ذاكرة الطرب الأصيل، وردة التي لم تذبل، بل بقيت تُزهر في قلوب عشاقها، وتُغني: "لو سألوك عني، قولوا لسه بتحبني".