محمد اليماني: حادث مروع أنهى حلم يوفنتوس.. والأكاديميات "سبوبة"!

كشف محمد اليماني، نجم الإسماعيلي السابق وأحد أبرز المواهب الكروية المصرية في مطلع الألفية الجديدة، عن تفاصيل مأساوية أدت إلى إنهاء مسيرته الكروية مبكرًا وهو في أوج عطائه، مشيرًا إلى أن حادثًا مروعًا تسبب في اعتزاله اللعب في سن الثلاثين، بعدما فقد الذاكرة لمدة ثلاثة أشهر كاملة، وهو ما أدى إلى توقف حلمه في الاحتراف الخارجي مع عملاق أوروبي بحجم يوفنتوس الإيطالي.
جاءت هذه التصريحات المؤثرة خلال حوار اليماني مع الإعلامي ماركو مراد في برنامج "الماتش" عبر قناة صدى البلد، حيث استعاد اللاعب ذكريات تلك اللحظة الفاصلة التي غيرت مجرى حياته ومسيرته الكروية بشكل جذري.
لحظات قبل النسيان: اليماني يروي تفاصيل الحادث المأساوي
بسرد مؤلم، روى اليماني تفاصيل الحادث الذي أفقده الوعي والذاكرة: "كنت في طريقي من الإسماعيلية إلى مطار القاهرة، وآخر شيء أتذكره هو أنني كنت أقود السيارة وبرفقتي بعض زملائي، ثم انقطعت عن الواقع تمامًا لمدة 3 أشهر لم أكن أتذكر خلالها أي شيء". هذه الكلمات تُظهر حجم الصدمة التي تعرض لها اللاعب، والتي أدت إلى فقدان الذاكرة الكلي لتلك الفترة الطويلة، مما يُشير إلى خطورة الإصابة التي لحقت به.
وصف اليماني حالته بعد استعادته للوعي قائلًا: "بعد الحادث، عدت طفلًا لا يدرك شيئًا، إلى أن بدأت أستعيد ذاكرتي تدريجيًا حين كان الناس يقتربون مني ويذكرونني باسمي، وقتها بدأت أستوعب أنني شخص معروف وكنت لاعب كرة قدم". هذه المرحلة الصعبة من فقدان الذاكرة التام واستعادتها التدريجية تُظهر معاناة اليماني ليس فقط من تبعات الحادث الجسدية، بل والنفسية أيضًا، حيث اضطر لإعادة اكتشاف هويته كلاعب كرة قدم، وشخص معروف للجماهير.
حلم يوفنتوس الضائع: مسيرة انتهت قبل الأوان
تطرق نجم الدراويش السابق إلى حلمه الكبير في الاحتراف بأوروبا، والذي كان على وشك التحقق: "اللعب لنادٍ بحجم يوفنتوس كان حلم حياتي، وكان بالفعل هناك خطوات، لكن للأسف الحادث أنهى كل شيء قبل أن يتحقق الحلم". يُعد يوفنتوس أحد أكبر الأندية الأوروبية والعالمية، واللعب له حلم يراود أي لاعب كرة قدم. فقدان فرصة اللعب لهذا النادي بسبب حادث مأساوي يُبرز حجم الخسارة الكبيرة التي تعرض لها اليماني، ليس فقط على المستوى الشخصي، بل وعلى مستوى مسيرته الكروية التي كانت واعدة. هذه القصة تُذكرنا دائمًا بمدى هشاشة مسيرة الرياضيين، وكيف يمكن لحادث مفاجئ أن يُنهي أحلامًا كبيرة.
انتقاد حاد لمنظومة الكرة المصرية: "الأكاديميات سبوبة.. ولا احتراف"
لم يكتفِ اليماني بسرد قصته الشخصية، بل وجه انتقادًا حادًا لمنظومة الكرة المصرية حاليًا، معتبرًا أن الأكاديميات الخاصة التي تنتشر في مصر أصبحت "سبوبة" تفتقر إلى الأسس الفنية السليمة. هذا الانتقاد يُشير إلى أن هذه الأكاديميات، التي تهدف غالبًا إلى الربح المادي، لا تُقدم التدريب المناسب أو التوجيه الصحيح للاعبين الصغار، مما يُؤثر سلبًا على جودة اللاعبين الموهوبين.
وأكد اليماني أن هذه الأكاديميات "أسهمت بشكل كبير في تراجع مستوى الكرة" المصرية بشكل عام. هذا الربط بين تراجع المستوى وانتشار الأكاديميات الخاصة التي تُقدم تدريبًا غير احترافي، يُعد دعوة صريحة لإعادة النظر في معايير هذه الأكاديميات وضرورة وضع رقابة صارمة عليها لضمان تقديمها لخدمة حقيقية لتطوير كرة القدم.
كما أشار اليماني إلى أن غياب الاحتراف الحقيقي في الدوري المحلي من أبرز مشكلات اللعبة في مصر. هذا النقد يُلقي الضوء على العديد من الجوانب، بما في ذلك العقود، البنية التحتية، الإدارة، والتخطيط المستقبلي، التي لا تتماشى مع معايير الاحتراف العالمية. تُعد هذه التصريحات بمثابة جرس إنذار للمسؤولين عن الكرة المصرية، بضرورة اتخاذ خطوات جادة لتطوير المنظومة الكروية، لضمان استعادة مصر لمكانتها على الساحة الأفريقية والعربية، وتحقيق طموحات جماهيرها في رؤية لاعبين مصريين يتألقون في الدوريات العالمية.