خبير: قبول إيران العودة إلى طاولة الحوار يعكس رغبة في احتواء التصعيد الأوروبي

في خضم تصاعد التوتر بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) على خلفية البرنامج النووي الإيراني، أعلنت طهران موافقتها على إجراء مباحثات جديدة مع هذه الدول يوم الجمعة المقبل في إسطنبول.
قبول إيران العودة إلى طاولة الحوار
وفي هذا السياق، أوضح عمرو أحمد، خبير الدراسات الإيرانية أن قبول إيران العودة إلى طاولة الحوار يعكس رغبة في احتواء التصعيد الأوروبي، خاصة بعد تلويح العواصم الأوروبية بإمكانية إعادة فرض عقوبات كانت قد رُفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
وأشار إلى أن إيران، في الوقت نفسه، تراهن على عنصر الوقت، وتسعى إلى الحفاظ على مسار دبلوماسي مفتوح دون تقديم تنازلات جوهرية بشأن برنامجها النووي، الذي تؤكد أنه أصبح أكثر تقدماً، خصوصًا بعد ما تصفه بـ"نجاحها الاستراتيجي" في الحرب الأخيرة في غزة، والتي تعتقد طهران أنها عززت موقعها الإقليمي.
العقوبات غير شرعية
ونوه إلى أن إيران تعتبر الدعوات الأوروبية لإعادة فرض العقوبات غير شرعية، مستندة في ذلك إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وبالتالي، وفق الرؤية الإيرانية، فإن الاتفاق لم يعد قائماً بشكل رسمي ليُحاسب عليه أحد.
كما أشارت تصريحات إيرانية وروسية متزامنة إلى أن أي تحرك أوروبي لإعادة فرض العقوبات يُعد انتهاكًا للقانون الدولي، وهو ما يعكس محاولات حثيثة لخلق ضغط مضاد على الأوروبيين ومن خلفهم الولايات المتحدة.
في المقابل، يرى مراقبون أن طهران تستغل هذه المرحلة لتُعيد ترتيب أولوياتها داخليًا، وتُطور من قدراتها العسكرية، بالتوازي مع الحفاظ على أدواتها في ساحات المواجهة غير المباشرة، سواء في لبنان، سوريا، العراق أو غزة.
إيران تعمل في عدة اتجاهات
ويبدو أن إيران تعمل في عدة اتجاهات: فتح مسار تفاوضي، تأخير أي تصعيد دولي ضدها، الحفاظ على نفوذها الإقليمي، وعرقلة أي مشاريع قد تعزز من دور إسرائيل أو واشنطن في المنطقة، خصوصًا ما يُعرف بـ"مشروع الشرق الأوسط الجديد".
وبحسب المراقبين، فإن الصراع بين إيران والغرب وبشكل أخص مع إسرائيل قد لا يُحسم في جولة واحدة، بل هو صراع طويل الأمد يتخذ أشكالاً متعددة، منها الدبلوماسي، والعسكري غير المباشر، والاقتصادي، وقد تستمر فصوله لفترة طويلة.