عاجل

وراء كل طلب.. قصة كفاح عمال الديليفري بين ضغوط العمل وظروف الطرق

الدليفري
الدليفري

تعتبر مهنة عامل الديليفري حجر الزاوية في الاقتصاد الرقمي الحديث، إذ أصبحت خدمات التوصيل عن بُعد جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للملايين حول العالم. ورغم الدور الحيوي الذي يقوم به هؤلاء العمال في تسهيل حياة المستهلكين، فإنهم يواجهون تحديات جسيمة تؤثر على صحتهم وسلامتهم ومستوى معيشتهم، ما يستدعي تسليط الضوء على ظروف عملهم والسعي نحو تحسينها.

تبدأ معاناة عمال الديليفري منذ انطلاقهم في مهامهم اليومية، حيث يواجهون ضغوطًا هائلة للالتزام بالمواعيد النهائية لتسليم الطلبات في أسرع وقت ممكن. 

هذه الضغوط تدفعهم أحيانًا للقيادة بسرعة أو اتخاذ طرق بديلة محفوفة بالمخاطر، مما يزيد من احتمالية تعرضهم لحوادث السير. إضافة إلى ذلك، يفرض حجم الطلبات وساعات العمل الطويلة إرهاقًا بدنيًا وذهنيًا متواصلًا، يؤثر سلبًا على أدائهم وجودة الخدمة التي يقدمونها.

لا تقف التحديات عند هذا الحد، فظروف الطرق وطقسها تلعب دورًا بارزًا في تعقيد مهام هؤلاء العمال. فالمطر الغزير، والرياح الشديدة، والحرارة المرتفعة تجعل القيادة أمرًا خطيرًا، كما تزيد من احتمال حدوث أعطال في المركبات التي يعتمدون عليها بشكل أساسي، خاصة وأن الكثير منهم يتحملون تكاليف الصيانة بأنفسهم.

صعوبات في التعامل مع العملاء

ومن جهة أخرى، يواجه عمال الديليفري صعوبات في التعامل مع العملاء، سواء بسبب التأخير الناتج عن عوامل خارجة عن إرادتهم مثل الازدحام المروري، أو بسبب أخطاء في الطلبات أو عدم دقة عناوين التوصيل. هذا الأمر يفرض عليهم التعامل مع مواقف توتر وغضب قد تؤثر على صحتهم النفسية وقدرتهم على التركيز.

وفي ظل طبيعة العمل كعقود مؤقتة أو متعاقدة، غالبًا ما يغيب عن عمال الديليفري الحصول على حقوق التوظيف التقليدية مثل التأمين الصحي والاجتماعي، الإجازات المدفوعة، ومعاشات التقاعد، مما يعرضهم لمخاطر مالية كبيرة في حال تعرضهم لأي حادث أو مرض.

مخاطر التعرض للاعتداءات أو السرقة

تضاف إلى ذلك مخاطر التعرض للاعتداءات أو السرقة، خصوصًا في المناطق النائية أو خلال ساعات الليل المتأخرة، مما يضاعف من تعقيد عملهم ويستدعي توفير آليات حماية ودعم أفضل.

ختامًا، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في أوضاع عمال الديليفري، عبر تحسين بيئة عملهم، توفير الدعم اللازم، وضمان حقوقهم الاجتماعية والصحية، وذلك ليس فقط تقديرًا لدورهم الحيوي، بل للحفاظ على استدامة خدمات التوصيل التي باتت عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد الحديث.

تم نسخ الرابط