عاجل

طعنة قاتلة بسبب طفل.. وشاب يواجه مصيرًا قاسيًا تسبب له في عاهه

إسلام المعتدي عليه
إسلام المعتدي عليه

تحوّل خلاف بسيط في أحد شوارع منطقة شعبية إلى مأساة طعن، بعدما تعرض شاب في مقتبل العمر يُدعى إسلام، يعمل كهربائيًا، لطعنة غادرة كادت تودي بحياته، وأصابته بعاهة مستديمة قد تحرمه من ممارسة عمله وحياته بشكل طبيعي.

القصة بدأت عندما كان إسلام عائدًا من عمله في ساعة متأخرة من الليل، تحديدًا في تمام الثالثة فجرًا، وبينما كان يمرّ في الشارع المؤدي إلى منزله، تفاجأ بطفل صغير يعتدي عليه بالضرب بشكل عشوائي، دون سابق معرفة أو سبب واضح.

ردّ فعل إسلام كان غاضبًا لكنه متزنًا، حيث نهر الطفل وصفعه على وجهه، مؤكدًا أنه تصرف غير لائق وأن عليه احترام من هم أكبر منه سنًا. لم تمرّ ثوانٍ حتى خرج والدا الطفل إلى الشارع، وتحوّل الموقف إلى مشادة كلامية بين الطرفين، رغم أن معظم الجيران شهدوا بأن الطفل هو المخطئ، وأكدوا أن إسلام شاب خلوق معروف في المنطقة.

وبرغم أنه صاحب الحق، اعتذر إسلام لأسرة الطفل عن تصرّفه، وأكد أنه لم يكن ينوي إهانة الطفل، وإنما كان يُعلّمه الأدب.

بعد انتهاء الموقف، توجه إسلام إلى أحد المتاجر لشراء بعض الاحتياجات لنفسه، ووقف أمام بيته قليلاً يشرب سيجارة قبل الصعود. وفي هذه الأثناء، كانت والدة الطفل قد تواصلت مع ابنها الأكبر – المعروف في المنطقة ببلطجيته – وأخبرته بما حدث، لتبدأ الكارثة.

الشاب البلطجي حضر إلى المكان وأعلن أمام سكان الشارع نيته "التخلص" من إسلام، وتوجه نحوه وهو يحمل نية الاعتداء. حاول إسلام تهدئته وقال له: "صَلِّ على النبي"، إلا أن المعتدي ردّ بالسباب وبدأ هجومه.

في البداية، دفعه إسلام بعيدًا، إلا أن البلطجي استلّ سلاحًا أبيضًا من بين ملابسه، وبدأ في تسديد الطعنات. الطعنة الأولى صدها إسلام برجله، أما الثانية، فكانت في يده، وتسببت في قطع شريان موصل للقلب، وقطع تام في أوتار كف اليد وأعصابها، وهو ما نتج عنه شبه شلل كامل في يده اليمنى، مصدر رزقه الوحيد.

أهالي المنطقة هرعوا بنقله إلى أكثر من 7 مستشفيات، إلا أن معظمها رفضت استقباله بسبب خطورة الحالة. وبعد جهد طويل، تم قبوله في مستشفى خاص، وهناك أخبره الأطباء أن تأخره 20 دقيقة فقط كان كفيلًا بإنهاء حياته، بسبب كمية الدم التي فقدها.

حالياً، يرقد إسلام في منزله، مصابًا بالحزن قبل الألم، غير قادر على العمل أو الحركة، فيما تم إلقاء القبض على الجاني، وتم حبسه على ذمة التحقيق.

وخلال جلسات المحاكمة، حاول والد الجاني الصلح، وقال لأهل إسلام: "أنا مستعد أقطع كف إيدي وأديه لإسلام لو ترجع له يده"، وعرض عليهم أي مبلغ مالي أو تمويل مشروع له، لكنهم رفضوا كل محاولات الصلح، مؤكدين أن حق ابنهم لن يُشترى، وأن العقاب يجب أن يتحقق ليكون الجاني عبرة.

إسلام، الذي كان يعمل بيده ليل نهار، لم يعد يحلم الآن إلا بأن تعود يده للعمل من جديد، وأن يأخذ القانون مجراه دون وساطة أو تسويات.

تم نسخ الرابط