محمد كمال: تصريحات ترامب بشأن سد النهضة تؤكد مشروعية الموقف المصري|فيديو
أكد الكاتب الصحفي والباحث في الشؤون الاستراتيجية، محمد كمال، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حول أزمة سد النهضة الإثيوبي لم تكن مجرد رأي عابر أو تعبير شخصي، بل جاءت محمّلة بدلالات سياسية عميقة، خاصة في ظل التوقيت الحرج الذي تتسارع فيه الاستعدادات الإثيوبية لتشغيل السد رسميًا خلال أسابيع قليلة.
جاء ذلك خلال لقاء خاص بـ محمد كمال على قناة RT - روسيا اليوم، تناول خلاله أبعاد التصريحات الأمريكية الأخيرة، والانعكاسات الإقليمية والدولية المحتملة لأزمة السد، على خلفية التعثر المستمر في مفاوضات الحل السياسي.
ترامب يعترف بحقوق مصر
أوضح محمد كمال أن وصف ترامب لنهر النيل بأنه "شريان الحياة لمصر"، وتحذيره من مخاطر سد النهضة، يمثل اعترافًا ضمنيًا من شخصية سياسية بارزة بمشروعية الحقوق المصرية في مياه النهر، وهو أمر بالغ الأهمية في سياق الصراع الدولي حول هذه القضية.
وأشار محمد كمال إلى أن هذا التصريح لا ينفصل عن مسؤوليات الولايات المتحدة التاريخية، حيث كانت بعض الإدارات الأمريكية شريكة بشكل مباشر أو غير مباشر - في دعم المشروع الإثيوبي، سواء عبر تمويلات أو عبر موقف سياسي داعم، مما يُحمّلها جزءًا من المسؤولية في تعقيد المشهد المائي في المنطقة.
الأزمة تتجاوز المياه
وشدد على أن قضية سد النهضة لم تعد مجرد خلاف فني أو خلاف حول الحصص المائية، بل تحولت إلى تهديد مباشر للأمن القومي المصري، ولمعادلة الاستقرار الإقليمي في شرق أفريقيا.
وأكد محمد كمال أن مصر لا تطالب بشيء خارج عن القانون الدولي أو الأعراف المتفق عليها، بل تطالب فقط بـ"حقها المشروع والتاريخي" في مياه النيل، استنادًا إلى اتفاقيات دولية معترف بها، مثل اتفاقية 1929 واتفاقية 1959، التي تنظّم حقوق دولتي المصب في المياه.
تشغيل السد دون اتفاق
وأشار إلى أن الاقتراب من التشغيل الكامل لسد النهضة دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن الملء والتشغيل، يُعد تصعيدًا خطيرًا، سيزيد من حدة التوتر في المنطقة، وقد يُشعل صراعات مائية مستقبلية في القارة الأفريقية.
وأوضح محمد كمال أن غياب الشفافية والإرادة السياسية من الجانب الإثيوبي يفتح الباب أمام انهيار كافة الجهود التفاوضية، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي ضرورة التدخل قبل فوات الأوان.
المجتمع الدولي مدعو
في ختام حديثه، شدد محمد كمال على أن الفرص لا تزال قائمة للحل السياسي، شرط توافر الإرادة الحقيقية لدى الأطراف المعنية، مع ضغوط دولية فاعلة لفرض اتفاق عادل ومتوازن.
ودعا محمد كمال الولايات المتحدة، بصفتها قوة دولية مؤثرة، إلى لعب دور أكثر فعالية في دفع الأطراف نحو الحل، مؤكداً أن صمت المجتمع الدولي أمام تهديد حياة 100 مليون مصري هو صمت غير أخلاقي، يتعارض مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان.
مبادئ العدالة وحقوق الإنسان
وأكد محمد كمال أن حياة الشعوب ليست محل مساومة أو ابتزاز، مشددًا على ضرورة أن يضمن المجتمع الدولي حق التنمية للجميع، دون تهديد أمن الآخرين أو الإضرار بحقوقهم التاريخية في الموارد الحيوية.
