سنوات من التهالك.. كوبري مهدد بالانهيار يثير قلق أهالي شرمساح بدمياط

يعاني أهالي قرية شرمساح، التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط، من أزمة متفاقمة تهدد سلامتهم اليومية، تتمثل في التصدع الشديد والتهالك الواضح الذي أصاب الكوبري الرئيسي للقرية، والمُقام فوق الترعة الشرقاوية، حيث يمثل هذا الكوبري المدخل الوحيد للقرية ويعد شريان الحياة الرئيسي لها. ورغم مرور سنوات على بدء التدهور في حالته، لم تتدخل أي جهة لصيانته أو ترميمه حتى الآن، ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي الذين يشعرون بالخطر الداهم يهدد أرواحهم في كل لحظة.
الكوبري، الذي يعود إنشاؤه إلى عقود مضت، أصبح غير آمن تمامًا لعبور المواطنين والمركبات، بعد أن ظهرت عليه علامات التآكل، وتكسرت أجزاء من حواجزه الجانبية، فضلاً عن وجود شروخ واضحة في جسده الخرساني، ما جعله قابلاً للانهيار في أي وقت، خصوصًا مع تكرار مرور سيارات النقل والمركبات الثقيلة عليه يوميًا.
صرخات الأهالي واستغاثاتهم المستمرة
يقول محمود الجزار، أحد سكان القرية، إن الكوبري في وضع مأساوي منذ أكثر من خمس سنوات، وكل يوم يزداد سوءًا دون أن تتحرك أي جهة رسمية لإنقاذ الموقف. وأضاف: "هذا الكوبري يخدم آلاف السكان، ويعبر عليه يوميًا طلاب المدارس والموظفون والمرضى، ولا يمكن أن نتخيل حجم الكارثة إذا انهار فجأة، لا قدر الله."
أما فاطمة عبد الغني، ربة منزل من أهالي القرية، فعبّرت عن قلقها قائلة: "كلما عبرنا الكوبري نشعر أننا نغامر بحياتنا، حتى الأطفال يخافون من المشي عليه بسبب الفراغات والتشققات في أرضيته. لماذا لا يسمعنا أحد؟ هل ننتظر وقوع ضحايا حتى تتحرك الجهات المعنية؟"
تحذيرات من كارثة محتملة
عدد من الأهالي أكدوا أن المشكلة لا تقتصر على التصدع فقط، بل إن عدم وجود إنارة ليلية على الكوبري يزيد من خطورته، خاصة في المساء ومع غياب الرؤية، حيث لا توجد علامات تحذيرية أو وسائل أمان تُنبه المارة إلى المناطق المتهالكة، ما يجعل عبوره ليلًا مخاطرة حقيقية.
ويؤكد عبد الرحمن سعد، أحد السائقين الذين يستخدمون الكوبري بصفة يومية: "نحن نمر عليه مضطرين، لأن لا يوجد بديل آخر، لكن الكوبري مرعب، والجزء الأوسط منه يبدو هشًا جدًا. نتمنى من المسؤولين زيارته بأنفسهم ليروا حجم المعاناة."
مطالب عاجلة بالتدخل
يطالب أهالي قرية شرمساح اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، والدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، بسرعة التدخل وتوجيه الجهات المختصة بعمل معاينة عاجلة للكوبري، وبدء تنفيذ أعمال الترميم والصيانة في أسرع وقت ممكن، حفاظًا على أرواح المواطنين، ولمنع وقوع كارثة إنسانية محتملة.
كما يناشد الأهالي نواب البرلمان عن دائرة الزرقا ودمياط أن يتبنوا هذا الملف الحيوي تحت قبة المجلس، ويوصلوا صوت القرية إلى الجهات التنفيذية، إذ لا يجوز أن تبقى البنية التحتية لقرى مصر – وخصوصًا تلك التي تخدم عددًا كبيرًا من المواطنين – في هذه الحالة من الإهمال والتجاهل.
أمل في استجابة سريعة
وتبقى آمال أهالي شرمساح معلقة على استجابة عاجلة من الجهات المختصة قبل أن يتحول هذا الصرح المتهالك إلى مأساة حقيقية. فالحياة لا تتوقف في قرية يعيش أهلها على الأمل، لكن هذا الأمل بات يحتاج إلى يدٍ من الدولة تمتد إليهم، لا ليحلموا فقط، بل لينقذوا أنفسهم من خطر حقيقي يتربص بهم على مدار الساعة.







