سلوى محمد علي: «عبلة» ليست شريرة.. بل ضحية المجتمع المتوارثة

في حوار صادق مليء بالتفاصيل الواقعية والمواقف المعاشة، كشفت الفنانة سلوى محمد علي عن كواليس تجسيدها لشخصية "عبلة" في مسلسل "فات الميعاد"، التي أثارت جدلًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا بين الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبرها نموذجًا للسطوة والهيمنة، ومن رأى فيها مرآةً حقيقية لواقع اجتماعي متأصل.
انعكاس لواقع شعبي ملموس
بدأت الفنانة سلوى محمد علي حديثها بتأكيد ارتباطها القوي بالشخصية، مشيرة إلى أنها تعرف "عبلة" عن قرب، قائلة: "أنا ست جاية من طبقة شعبية، وشوفت كتير من الستات اللي زي عبلة في حياتي. المشهد اللي عملته عبلة في المسلسل، لما حطت رجلها على الباب عشان العروسة تقع، أنا شوفته بعيني وأنا طفلة".
وأضافت سلوى محمد علي أن هذا المشهد لم يكن نتاج خيال درامي بل موقف واقعي عاشته في طفولتها، وقالت: "في الفرح، الحما بتثبت سلطتها بحركات بسيطة، زي إنها تقف على الباب يوم الفرح، والعروسة تقع. أنا شوفت ده وأنا صغيرة، واتسجل جوايا".
"سطوة رمزية" متجذّرة
وأشارت سلوى محمد علي إلى أن بعض التصرفات التي قد تبدو عادية تحمل في طياتها رمزية عميقة تعكس هيمنة غير مباشرة داخل الأسرة، موضحة: "كُنت بقول لأخت جوزي اللي عندها 10 سنين يا عمتي، وهي طفلة عندها 7 أو 10 سنين، ودا نوع من أنواع السطو الرمزي داخل البيت".
وتابعت سلوى محمد علي: "اللي بيحصل ده جزء من الثقافة الاجتماعية. السلطة دي مش عبلة اللي اخترعتها، المجتمع هو اللي اداها ليها، وهي بتنفذها ببساطة".
صورة متكررة في كل بيت
قالت سلوى محمد علي إن شخصية "عبلة" ليست استثناء، بل تمثل نماذج كثيرة من السيدات داخل المجتمع المصري الشعبي، وأضافت: "أنا شوفت 50 عبلة في حياتي، في الشارع، في العيلة، في الجيران عبلة مش شريرة، لكنها سيدة المجتمع أعطاها سلطة مطلقة داخل بيتها، وهي بتمارسها من غير ما تحس إنها بتؤذي".
واستطردت سلوى محمد علي: "عبلة مش شخصية درامية متطرفة، دي انعكاس حقيقي لواقع بنعيشه. الستات اللي بتعمل كده مش بتفكر إنها بتتحكم، هما بيشوفوا إن ده دورهم وواجبهم".
عبلة نتاج تربية مجتمع
أكدت سلوى محمد علي أن شخصية عبلة ليست مدفوعة بنوايا سيئة أو رغبة في التسلّط، بل هي نتاج سنوات طويلة من التربية المجتمعية القائمة على مفاهيم معينة حول السلطة داخل الأسرة، قائلة: "المجتمع بيزرع ده من مئات السنين.. من الطفولة البنت بتتشاف إنها لازم تبقى ست بيت وتتحكم لما تكبر. عبلة بتنفذ اللي اتربّت عليه".
وأوضحت سلوى محمد علي أن الأداء التمثيلي في شخصية كهذه يتطلب عمقًا في الفهم الإنساني والاجتماعي، وليس مجرد تقمص لدور، مضيفة: "أنا مقدرتش أعمل عبلة وأنا بتفرج عليها بس، أنا كنت لازم أرجع لتجربتي الشخصية، لمشاهد شوفتها وعايشتها، علشان أقدر أكون صادقة".

الجمهور يؤكد صدق التناول
اختتمت سلوى محمد علي حديثها بالإشارة إلى أن تفاعل الجمهور القوي مع شخصية "عبلة" دليل على واقعية الأداء والكتابة، مؤكدة: "الناس اتأثرت بعبلة لأنها شافت فيها أمها أو خالتها أو حد من عيلتها. وده نجاح مش بس ليا كممثلة، لكن للدراما كلها لما تقدر تنقل الواقع بالشكل ده".