يوسف معاطي: صداقتي بعمرو الليثي ممتدة.. والدراما يجب أن تعكس تنوع المجتمع

في أول ظهور إعلامي له منذ التسعينات، أطلّ الكاتب والمؤلف يوسف معاطي على جمهور الشاشة من خلال برنامج "واحد من الناس"، الذي يقدمه الإعلامي الدكتور عمرو الليثي على قناة الحياة، اللقاء لم يكن عاديًا، بل حمل مشاعر دافئة وتفاصيل فكرية مهمة عن مسيرة معاطي، وعلاقته بالإعلام، وفلسفته تجاه الكتابة والدراما.
صديق ورفيق مشوار إبداعي
تحدث يوسف معاطي عن علاقته القوية بالإعلامي عمرو الليثي، مؤكدًا أنها صداقة طويلة تمتد لعقود، وقال: "هذه أول مقابلة تليفزيونية لي منذ التسعينات، وعمرو الليثي صديق عزيز، لا أكتب عملًا إلا وأستشيره فيه، وأنا فخور بهذه العلاقة الإنسانية والفكرية."
وأضاف يوسف معاطي أن معرفته بأسرة الليثي تمتد لأجيال، حيث كان يعرف والد عمرو، الكاتب والمنتج الكبير ممدوح الليثي، وكذلك المنتج السينمائي المعروف جمال الليثي، مؤكدًا أن تلك العلاقات منحته دعمًا وثقة في بداياته.
الدراما مرآة المجتمع
وفي سياق حديثه عن رؤيته للدراما، شدد يوسف معاطي على أهمية أن تعكس الأعمال الفنية الواقع المصري بكل تنوعه، قائلاً: "لدينا في مصر أكثر من عشرة ملايين مواطن من الأشقاء العرب والأفارقة، فأين تمثيلهم في الأعمال الدرامية؟"
وأضاف يوسف معاطي أن الدراما يجب أن تكون مرآة حقيقية للمجتمع، لا تقتصر على طبقة أو فئة دون غيرها، بل تعكس الثقافات المتنوعة والشرائح الاجتماعية المختلفة التي تشكل نسيج الوطن.
واعتبر يوسف معاطي أن تغييب بعض الفئات عن الشاشة يؤثر سلبًا على مصداقية الأعمال الفنية، مشيرًا إلى أن الكاتب الناجح هو من يرصد تفاصيل الشارع والناس ويمنحهم صوتًا.
تأمل وكتابة من قلب أوروبا
أما عن فترة غيابه الطويلة، فأوضح يوسف معاطي أنه لم ينعزل عن الإبداع، بل كانت مرحلة خصبة من التأمل والكتابة، قضاها متنقلاً بين فرنسا وإنجلترا وإيطاليا، قائًلا: "قضيت وقتًا طويلًا أجلس في المقاهي، أراقب الحياة والمسرح، أقرأ وأكتب.. لكنها لم تكن هجرة، فقلبي لم يغادر مصر لحظة واحدة."
وأشار يوسف معاطي إلى أن الغربة منحته زاوية جديدة لرؤية المجتمع المصري من الخارج، وجعلته أكثر تمسكًا بالجذور، وأكثر فهمًا لأهمية الهوية الثقافية وسط عالم متغير.

مشروعات درامية قادمة
ألمح يوسف معاطي إلى وجود مشروعات درامية قادمة تحمل روحًا جديدة، مستوحاة من تجربته المتعمقة مع الكتابة خارج مصر، ومن تأملاته في الحياة اليومية، مؤكدًا أن ما سيقدمه سيكون أقرب إلى دراما الإنسان البسيط بتفاصيله العميقة، دون تجميل أو مبالغة.
وختم يوسف معاطي حديثه برسالة محبة لجمهوره، مؤكدًا أنه دائمًا يكتب من أجل الناس، ومن وحي الشارع المصري، مشددًا على أن الصدق في الفن هو طريق الاستمرارية والنجاح، هذا اللقاء لم يكن مجرد عودة إعلامية لكاتب كبير، بل كان بمثابة استعادة لروح الإبداع المصري الأصيل، الذي لا يتأثر بالغُربة ولا تضعفه المسافات.