ما حكم عمل الرجل في "الكوافير الحريمي"؟.. حدود الشرع وخطورة التفريط

ما حكم عمل الرجل في الكوافير الحريمي؟، سؤال يكثر التساؤل عنه خاصة بعد أزمة الفنانة أسماء جلال ومصفف الشعر الذي أعلن اعتزاله متأثرًا بوفاة الفنان أحمد عامر، فما هو الحكم؟
حكم عمل الرجل في الكوافير الحريمي
يقول الشيخ أحمد السيد شقرة الواعظ العام بالأزهر، إن الشريعة الإسلامية جعلت صيانة الأعراض من أعظم مقاصدها، وأمرت بغضّ البصر وحفظ الفرج، فقال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ﴾ [النور: 30].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ».
وتساءل: كيف يرضى رجلٌ عاقلٌ لنفسه أن يعمل في مكان يُعرضه يوميًّا للحرام، ويمكّنه من رؤية العورات ومسّ الأجساد؟، وهل ضمن قلبه من الفتنة؟ وهل يأمن على دينه وسريرته من نزغات الشيطان؟
ونبه أن مباشرة الرجال لتزيين النساء؛ لما فيه من المحاذير الشرعية الكثيرة:
- نظر إلى العورات.
- مس مباشر بلا ضرورة.
- الخلوة أو القرب المريب.
- كسر الحياء وهدم الغيرة الفطرية.
هل يجوز العمل في كوافير حريمي لعدم وجود عمل آخر؟
فإن قيل: هذه وظيفة رزق!، قيل: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والرزق لا يُنال بما حرّمه الله. وقد قال سيدنا النبي ﷺ: «إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب».
وأكمل: إن من أعجب العجب أن نرى اليوم رجالًا يعملون في محالّ تجميل النساء، يتعاملون مع النساء مباشرةً، يمسّون شعورهن، ويطّلعون على زينتهن، في خلوةٍ أو شبه خلوة، مما لا يقرّه الشرع، ولا يليق بمروءة، ولا يسلم من الفتنة، محذرًا: لا تُزيِّن لك نفسك عملًا يُغضب ربك، ولا تغترّ بكثرة الممارسين له، فإن أكثر الناس لا يعلمون.
وتوجه ناصحًا الرجل الذي يعمل بالكوافير الحريمي: «اعلم أخي الحبيب أن الخير كل الخير أن يعمل كل جنسٍ في مجاله، فيبقى الحياء مصونًا، والأعراض محفوظة، والفتنة بعيدة، والدين سليمًا»، مختتما بالقول: «واللهَ نسأل أن يُطهّر مجتمعاتنا من كل ما يُخالف شرعه، ويهدينا إلى سواء السبيل».