«نفسي أعيش ولادي بكرامة».. شاب بدمياط يستغيث: أبحث عن فرصة عمل بالحلال

في زاوية منسية من مشهد الحياة اليومية، يجلس طارق التوابتي، رجل أربعيني كسرته الظروف الصحية وأثقل كاهله الفقر، حالمًا بفرصة بسيطة تحفظ له كرامته وتُمكّنه من إعالة أسرته الصغيرة دون أن يمد يده لأحد.
"نفسي ألاقي شغل بالحلال.. نفسي أعيش ولادي بكرامة زي أي أب"، بهذه الكلمات بدأ طارق حديثه، وهو يمسك بملف طبي ثقيل يضم أوراقًا وتقارير تؤكد إصابته بقصور شديد في شبكية العين تسبب في ضعف بصري حاد، جعله غير قادر على الاستمرار في عمله السابق كنجّار.
من الحرفة إلى البطالة.. مأساة بدأت بـ"سقطة"
يحكي طارق تفاصيل سقوطه من على سلم أثناء عمله، وهو الحادث الذي غيّر مجرى حياته بالكامل:" كنت شغال صنايعي نجارة، وكنت بحب شغلي، لكن لما نظري بدأ يضعف بدأت أتخبط، وللأسف وقعت وأنا بشتغل، ومن ساعتها انتهت حياتي المهنية، والأطباء قالوا مفيش علاج غير عملية باهظة أنا مش قادر عليها".
اليوم، يعيش طارق مأساة مركبة: صحة متدهورة، وأطفال في مراحل دراسية مختلفة، ودخل منعدم. ورغم إعاقته البصرية، لم يتوقف عن السعي، حيث طرق أبواب الجمعيات الخيرية، وقدم طلبات لوظائف مكتبية تناسب حالته، ولكن لم يجد آذانًا صاغية.
"مش عايز صدقة.. عايز أشتغل"
"أنا مش بطلب إحسان، نفسي أشتغل، حتى لو في أرشيف أو على مكتب.. أي شغل يناسب ظروفي الصحية"، يضيف طارق بنبرة مملوءة بالرجاء والألم، مضيفًا:" بقيت بستلف من الجيران عشان أجيب أكل للولاد، ومراتي كل يوم بتبكي من القهر. ولادي محتاجين يتعلموا، نفسي أشوفهم لابسين حلو ورايحين المدرسة زي باقي الأطفال".
في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، لم يعد بمقدور طارق دفع إيجار شقته المتواضعة، أو تأمين مستلزمات أطفاله الدراسية. وعلى الرغم من تقدمه بطلبات للحصول على معاش "تكافل وكرامة"، فإن طلبه لا يزال "قيد الدراسة" منذ شهور.
نداء إلى محافظ دمياط ووزارة التضامن
من خلال هذا النداء الإنساني، يُناشد طارق التوابتي محافظ دمياط، ووزارة التضامن الاجتماعي، ومديرية القوى العاملة، التدخل العاجل لتمكينه من الحصول على وظيفة مناسبة لحالته، أو مساعدته عبر الجهات المختصة ليحصل على حقه في حياة كريمة، سواء من خلال معاش اجتماعي دائم أو فرصة عمل ضمن مشروعات الإدماج المجتمعي.
أكثر من مجرد حالة
طارق لا يمثل نفسه فقط، بل هو نموذج لآلاف المصريين الذين خرجوا قسرًا من سوق العمل بسبب مرض أو إعاقة، دون أن يجدوا بدائل حقيقية للعيش الكريم. هؤلاء لا يطلبون معجزات، فقط فرصة، دعمًا، أو حتى نظرة اهتمام من الجهات المسؤولة.
"أنا مش طالب غير حقي في الحياة.. نفسي أعيش بالحلال، وأربي ولادي من غير ما أمد إيدي لحد.. يا رب صوتي يوصل" – بهذه الكلمات ختم طارق التوابتي حديثه، لعلّها تصل إلى قلب مسؤول يُعيد إليه الأمل.