مصطفى أنور.. شهيد الشجاعة بمعركة بولاق الدكرور مع إرهابيي «حسم»|القصة الكاملة
في مشهد مأساوي يعكس تضحيات الشرفاء، استشهد المهندس مصطفى أنور أحمد عفيفي، البالغ من العمر 30 عامًا، في منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، إثر مواجهة مع عناصر إرهابية تابعة لحركة "حسم".
الشاب مصطفى أنور الذي كان على موعد مع الفرح والزفاف بعد شهر من الحادث، اختار التضحية بحياته في سبيل حماية جيرانه والوطن من الإرهاب.
استشهد مصطفى بينما كان يحاول وقف مخطط إرهابي غادر، ليترك خلفه قصة بطل حقيقية تجسد معاني الشجاعة والفداء.
تفاصيل استشهاد مصطفى أنور في مواجهة مع إرهابيين
في إطار عملية أمنية استباقية لملاحقة الخلايا الإرهابية، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وعناصر إرهابية تابعة لحركة "حسم" في منطقة بولاق الدكرور.
وأسفرت العملية عن مصرع إرهابيين اثنين عقب تبادل لإطلاق النار، إلا أن الحادث شهد أيضا استشهاد المواطن مصطفى أنور، الذي كان ضحية لطلقة غادرة أطلقها أحد الإرهابيين بعد أن تصدى لهم بشجاعة.
ما بدأ كحادث عادي عندما نزل مصطفى لأداء صلاة الفجر مع والده، تحول إلى مشهد بطولي عندما سمع أصواتًا مريبة وإطلاق نار في الجوار.
وفور رؤيته مجموعة من الأشخاص يقفزون من إحدى الشقق، ظن أنهم لصوص فهرع إلى الخارج، مسلحًا بعصا خشبية فقط لحماية جيرانه.
لكن الصدمة كانت أن هؤلاء الأشخاص كانوا من العناصر الإرهابية، وعند مواجهتهم، أطلق أحدهم النار على مصطفى ليسقط شهيدًا في مشهد مؤثر أمام أعين والده الذي حاول الوصول إليه.
شجاعة مصطفى أنور وشهادات جيرانه
لم يكن مصطفى مجرد شاب عادي، بل كان معروفًا بين جيرانه وأصدقائه بشجاعته وخلقه الطيب، فقد شهدت جيرانه بدفاعه عنهم بكل ما أوتي من قوة "مصطفى كان زي ابني" تقول جارته "مشيرة"، وتضيف: "كان دائمًا يحمي جيرانه، وفي يوم الحادث منع ابن جارتي من الخروج معه خوفًا عليه".
وبحسب إحدى جيرانه الأخرى، فإن "رجال الشرطة كانوا يطلبون مننا غلق النوافذ خوفًا علينا، وكان مصطفى يدافع عننا بروحه".
استشهاد مصطفى أنور: تكريم من الرئيس السيسي
في خطوة تكريمية تعكس التقدير الكبير للتضحيات التي يقدمها أبناء الوطن، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بضم أسرة الشهيد مصطفى أنور إلى قائمة مستحقي التكريم وفقًا للضوابط المعمول بها في صندوق تكريم شهداء وضحايا العمليات الحربية والإرهابية. القرار جاء ليخفف من ألم الفقد ويؤكد على أن تضحيات الأبطال لن تُنسى.
شهادات شقيق الشهيد وتفاصيل اللحظات الأخيرة
في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، تحدث شادي أنور، شقيق الشهيد مصطفى، عن اللحظات الأخيرة في حياة شقيقه، وقال: "كان مصطفى ينتظر حفل زفافه بعد شهر، وأتم تجهيز شقته بالكامل. حلم والدي كان أن يصبح أحد أبنائه مهندسًا مثلما كان هو".
وأضاف شادي: "عندما سمع مصطفى صوت إطلاق النار في الجوار، نزل بسرعة للمساعدة، رغم أنه لم يكن يحمل سوى عصا خشبية، ليجد نفسه أمام الإرهابيين الذين كانوا قد أطلقوا النار عليه".
دور الأجهزة الأمنية في التصدي للإرهاب
تؤكد وزارة الداخلية استمرارها في التصدي بحزم لأعمال الإرهاب بكل أشكاله، خاصة تلك التي تقوم بها جماعات مثل "حسم" التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد. لقد تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباط مخططات إرهابية عديدة، وأنه لا مكان للإرهابيين في مصر، شددت الوزارة على أنه بفضل يقظة رجال الأمن، تم القضاء على العناصر الإرهابية التي كانت تستهدف ترويع المواطنين في بولاق الدكرور.
الشهيد مصطفى أنور سيظل رمزًا للتضحية والشجاعة
استشهاد مصطفى أنور في مواجهة الإرهاب يظل من أكثر القصص الملهمة التي تشهد على شجاعة وبسالة المصريين في مواجهة محاولات الإرهاب لتخريب الحياة اليومية، يمثل مصطفى أنور صورة فخر لكل مصري، كيفما كانت مشكلاته أو طموحاته، عندما يأتي الوطن أولًا.
