الكشكي: لقاء الرئيس السيسي مع أبو الغيط يكشف دور الجامعة العربية العربية

أكد الكاتب الصحفي الأستاذ جمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يحمل دلالة بالغة الأهمية، ويعكس إيمان الدولة المصرية العميق بالدور المحوري الذي تضطلع به الجامعة في تنسيق العمل العربي المشترك، لا سيما في ظل التحديات المتسارعة التي تواجه الإقليم.
وأوضح الكشكي، في مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن اللقاء جاء في توقيت بالغ الحساسية، في ظل أزمات مشتعلة تضرب أركان الشرق الأوسط، وسط مشروعات إعادة رسم خرائط جيوسياسية، وأوهام تتغذى على أطماع خارجية، أبرزها المخطط الإسرائيلي لتفتيت المنطقة.
وأشار إلى أن الدعم المصري للجامعة العربية لا يقتصر على البعد الرمزي أو السياسي، بل يتجسد في إيمان حقيقي بضرورة إحياء المؤسسة العربية وتعزيز دورها في حماية المصالح العربية الجماعية، مؤكدًا أن مصر توجه من خلال هذا اللقاء "رسالة صلبة" مفادها أن الجامعة، التي تأسست عام 1945، لا تزال تمثل مظلة شرعية للعمل العربي المشترك، خاصة في الدفاع عن القضايا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
الجامعة بحاجة إلى «وحدة الرؤية والإرادة»
وفي سياق متصل، أوضح الكشكي أن أهم أشكال الدعم التي تحتاجه جامعة الدول العربية اليوم يتمثل في "وحدة الرؤى والإرادة السياسية بين الدول الأعضاء"، مؤكدًا أن قوة الجامعة تنبع من قوة وتماسك مكوناتها، مضيفا: "حين تضخ الدول الأعضاء الأكسجين السياسي والدبلوماسي في شرايين الجامعة، فإنها تصبح أقوى وأكثر قدرة على الفعل والتأثير".
ورأى الكشكي أن الدعم السياسي والدبلوماسي يأتي في المرتبة الأولى، متقدمًا على الدعم المالي، مشددًا على أهمية منح الجامعة الثقة الكاملة والفرصة الكافية لتعزيز أدائها، وتعزيز حضورها في الملفات العربية والإقليمية الكبرى.
المصالح المتباينة بين الدول... عقبة أم دافع للتفاهم؟
وفيما يتعلق بتأثير الخلافات أو المصالح المتباينة بين الدول العربية على أداء الجامعة، أقر الكشكي بأن التفاهمات بين العواصم العربية تنعكس بطبيعتها على قرارات الجامعة، "فمن يمثلون دولهم في أروقة الجامعة هم انعكاس للسياسات الوطنية، ولهذا فإن التباين قد يترك بصمته على مخرجات الجامعة".
رغم ذلك، أكد أن الجامعة العربية تمكنت في السنوات الأخيرة من أداء أدوار مهمة في ملفات معقدة مثل سوريا، ليبيا، السودان، واليمن، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية بقيت حاضرة بقوة على جدول أعمال القمم والمؤتمرات الوزارية، بما يعكس استمرار الاهتمام العربي بهذه القضية المركزية.