سقوط «حسم».. طارق العكاري: كل التنظيمات المسلحة خرجت من عباءة الإخوان |فيديو

أكد الدكتور طارق العكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، أن البيان الصادر مؤخرًا عن الجهات الأمنية المصرية بشأن نشاط حركة "حسم" الإرهابية يحمل دلالات مهمة، خاصة في توقيته، الذي يتزامن مع تصاعد التوترات الإقليمية في ليبيا والسودان وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن العودة الإعلامية لاسم "حسم" ليست محض صدفة، بل محاولة لإعادة إحياء نشاط التنظيم في سياقات إقليمية شديدة الحساسية.
وأوضح طارق العكاري، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن حركة "حسم" ظهرت لأول مرة في عام 2016، عندما استهدفت مركزًا للشرطة بمحافظة الفيوم، واستمرت عملياتها الإرهابية حتى عام 2018، وكان من أبرز ضحاياها الشهيد العقيد إبراهيم عزازي من جهاز الأمن الوطني، فضًلا عن أن خطورة الحركة دفعت دولًا غربية إلى تصنيفها كمنظمة إرهابية، حيث أُدرجت في بريطانيا عام 2017، والولايات المتحدة عام 2018.
السياق الإقليمي وتأثيره
ربط طارق العكاري بين التوقيت الحالي لمحاولة إعادة إحياء "حسم" إعلاميًا، وبين الاجتماع الأمني الثلاثي الذي جمع مؤخرًا مسؤولين من مصر وليبيا والسودان، بهدف تنسيق الجهود الأمنية على الحدود المشتركة، موضحًا أن هذه التحركات تعكس قلقًا حقيقيًا من تفاقم الأوضاع في دول الجوار، ما قد يفتح المجال أمام تسلل عناصر متطرفة أو تسليح جماعات مسلحة.
وأشار طارق العكاري إلى أن مصر تتحمل بمفردها عبء تأمين حدودها الطويلة مع كل من ليبيا والسودان، وسط غياب واضح لدور الدولة في بعض هذه المناطق، ما يُشكل تحديًا أمنيًا هائلًا قد يؤدي إلى فراغات يمكن أن تستغلها الحركات المتطرفة.
الضربات الاستباقية في الإقليم
وسلط طارق العكاري الضوء على الضربة الأمنية الاستباقية التي نفذتها المخابرات الأردنية في أبريل الماضي ضد خلية إخوانية مسلحة، معتبرًا أن ذلك يندرج ضمن نمط إقليمي متصاعد من محاولات التنظيمات المسلحة لزعزعة استقرار الدول، إذ أن هذه الحركات تهدف، بالأساس، إلى خلق فوضى سياسية، وإعادة طرح ملف قيادات الإخوان المحكوم عليهم في قضايا إرهابية، عبر الضغط الأمني والشعبي.
وأكد طارق العكاري أن كافة التنظيمات المسلحة التي نشأت في مصر خلال العقد الأخير، بما فيها "أجناد مصر"، و"لواء الثورة"، و"أنصار الشريعة"، تعود في أصولها الفكرية والتنظيمية إلى جماعة الإخوان، التي وفرت الحاضنة الأيديولوجية والتمويلية لتلك الكيانات الإرهابية.
تطور العقيدة الأمنية المصرية
أشاد طارق العكاري بتطور العقيدة الأمنية المصرية، مؤكدًا أنها أصبحت أكثر احترافية بفضل الخبرات التراكمية والتقدم التكنولوجي، حيث تتمكن الأجهزة الأمنية من رصد العناصر الإرهابية فور دخولهم البلاد، ومتابعتهم بدقة حتى كشف كل أفراد الخلية وجمع المعلومات الضرورية لتفكيك شبكاتهم.
وأوضح طارق العكاري أن هذا النوع من العمل الأمني الوقائي ساهم في القضاء على البنية التحتية للعديد من التنظيمات المسلحة، ومنعها من تنفيذ مخططاتها داخل الدولة المصرية، مما يحول دون تكرار سيناريوهات الانهيار التي شهدتها دول أخرى في المنطقة نتيجة التهاون مع هذه الجماعات.

خطر التنظيمات المسلحة
اختتم طارق العكاري حديثه بالتنبيه إلى أن أخطر ما قد تواجهه أي دولة هو وجود تنظيم مسلح يعمل من داخلها، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل تهديدًا مباشرًا لبنية الدولة ومؤسساتها، مضيفًا أن مصر تمكنت، خلال السنوات الماضية، من إحباط هذا المخطط بفضل الجهود الأمنية المستمرة والتنسيق الإقليمي الفعّال، إلا أن الحذر لا يزال واجبًا في ظل المحاولات المتجددة لإعادة إنتاج هذه الجماعات إعلاميًا أو ميدانيًا.