عاجل

خبير عسكري: انتقال الحكومة للخرطوم يعني أن السودان بدأ ينهض | خاص

الدكتور جمال الشهيد
الدكتور جمال الشهيد

أشاد العميد الركن الدكتور جمال الشهيد، الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، بخطوة إعادة تأهيل العاصمة الخرطوم خلال الأشهر القادمة عن طريق الشركات المصرية، مؤكدًا أنها خطوة تدل على أن السودان بدأ ينهض من جديد.

وأكد رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، أنه سيتم إعادة تأهيل مدينة الخرطوم بالكامل خلال 6 أشهر، حيث سيتم البدء في العمل بشكل تدريجي، وذلك خلال زيارته للعاصمة بصحبة الوفد المرافق له.

زيارة رئيس الوزراء للخرطوم خطوة وطنية فارقة

وأشاد "جمال الشهيد"، بزيارة رئيس الوزراء للخرطوم، وقال: "في لحظةٍ وطنية فارقة، زار رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، العاصمة الخرطوم للمرة الأولى منذ تعيينه، في خطوة تُعدّ تجسيدًا فعليًا لعودة الدولة المركزية إلى قلب البلاد، وتأكيدًا على أن الشرعية الوطنية تمارس سلطاتها من داخل الأرض، وليس من المنافي أو المقرات المؤقتة".

وأكد أن الزيارة لها العديد من الدلالات، وهي بمثابة رمزية سياسية عميقة، وتُعطي انطباعًا قويًا بأن المعركة حول العاصمة قد حُسمت ميدانيًا، وأن مركز القرار التنفيذي عاد لموقعه الطبيعي، ما يُعزز الثقة العامة ويبعث برسائل مباشرة إلى الداخل والخارج، داخلياً طمأنة المواطن بأن الحكومة تمارس سلطاتها من موقع السيادة وخارجاً تنفي ذريعة  “غياب الدولة” وتثبيت لمبدأ أن العاصمة عادت لحضن الشرعية.

وأشار خبير في قضايا الأمن القومي والاستراتيجيات في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، إلى أن الزيارة تُرسّخ المكاسب العسكرية والأمنية، بالتوازي مع القرار السيادي الأخير بتفريغ العاصمة من الوحدات القتالية وإعادة الانتشار الميداني.

إعادة التأهيل عن طريق شركات مصرية

وشدد على أن الزيارة شملت جولة ميدانية مدروسة ورسائل مصاحبة، حيث وقف رئيس الوزراء على مواقع استراتيجية حساسة داخل الخرطوم، كان أبرزها؛ "كبري حلفاية الملوك بضاحية بحري إلى جانب كبري شمبات ومطار الخرطوم الدولي، وفي هذه المواقع أعلن أن الصيانة ستبدأ قريبًا عبر شركات من دولة مصر الشقيقة، في إطار دعم فني عاجل لإعادة تشغيل المفاصل الحيوية للعاصمة.

ونوه "الشهيد"، إلى أنه وفقًا لخطة رئيس الوزراء فإن إعادة تأهيل الخرطوم ستستغرق 6 أشهر، تتضمن فيها إعادة تشغيل البنى التحتية والخدمية، على أن تنتقل الحكومة تدريجيًا إلى الخرطوم قبل نهاية العام الحالي، ما يعني عودة العمل الوزاري والمؤسسي الكامل.

وأضاف: "رغم الطابع التعبوي الإيجابي لتصريح إعادة الإعمار في 6 أشهر، فإن حجم الدمار الذي تعرضت له الخرطوم يُحتم التعاطي مع الخطة بعقلانية تنفيذية قائمة على الأولويات وان ذلك يمكن تحقيقه إذ تم التركيز على إعادة تشغيل المرافق الحيوية الكهرباء، المياه، الجسور، المستشفيات والمطار، لاسيما إشراك الكوادر الوطنية، ورجال الأعمال، والمغتربين، في خطط عاجلة للتأهيل، بجانب الحصول علي  دعم إقليمي مستعجل مثل المبادرة المصرية".

إعادة التأهيل جزء من عملية تثبيت الأمن القومي الوطني

وأوضح الخبير العسكري، أن أهمية المرحلة الانتقالية في سياق الأمن القومي تشير إلى أن إعادة تأهيل العاصمة ليست مجرد مسألة خدمية، بل هي جزء أصيل من عملية تثبيت الأمن القومي الوطني، حيث تُشكّل الخرطوم رمزية السيادة ووحدة القرار السوداني، وإذا كانت المرحلة الماضية قد حُسمت عسكريًا، فإن المرحلة القادمة هي مرحلة البناء المؤسساتي والسياسي والإداري.

السودان بدأ ينهض

وتابع: "بشكل عام يمكن القول أن زيارة كامل إدريس إلى الخرطوم هي إعلان استراتيجي بأن الدولة لم تسقط، بل تعود لتنهض من قلب عاصمتها، ورغم أن إعادة الإعمار الكامل للعاصمة قد يتجاوز ستة أشهر، فإن روح التحدي والإرادة السياسية تُعطي أملًا واقعيًا ببداية جديدة".

واختتم الدكتور جمال الشهيد تصريحاته الخاصة قائلًا: "العاصمة لا تُحرر بالسلاح فقط، بل تُبنى بالإرادة والعدل والتخطيط، وإذا كانت الحرب قد أجبرت الدولة على التراجع مؤقتًا، فإن عودة الحكومة إلى الخرطوم تعني أن السودان بدأ ينهض من جديد".

تم نسخ الرابط